يمكن اختزال مفهوم التكنولوجيا بأنها أداة للتحول الإجتماعي والمساواة بين الجنسين.
ولعلّ التطوّر الكبير الذي يعرفه عصرنا اليوم، و رغم تداعياته السلبية في بعض المجالات، يحصّن الحقوق فيحسّن الحياة.
تزامن التطور التقني الحاصل مع ثورة إعلامية وإذاعية كبيرة عملت إلى ربط أجزاء العالم ولم شمل البشرية حتّى وصلنا إلى ما أطلق عليه العلماء والفلاسفة المعاصرون لقب «القرية الكونيّة».
وقد رافق التطور الإعلامي كسرٌ لتلك الصّورة النّمطيّة المقيدة لحريّات المرأة، فترى بذلك بيتي وايت (Betty White) تطلّ للمرة الأولى عام ١٩٣٩ كمذيعة ومقدمة برامج ومخرجة وكوميدية على الشاشات الأميركية، لتتوج بذلك مسيرة فنّيّة وإعلاميّة ضخمة قد حصدت خلالها أرقاماً قياسية من الجوائز.
لم التكلّم عن التطور التكنولوجي وشقّه الإعلامي تحديدًا وربطه بالمرأة؟
الحقيقة تقال أنّ لولا التطور التقنيّ وخاصةً ذاك الذي طرأ على وسائل التّواصل لما دخلت الشعارات المطالبة بحقوق المرأة قلوب منازلنا ومكاتب رجالات الأعمال ومديري الشركات في مجتمعاتنا.
فكيف كان لهذا الكائن الذي لطالما انحصرت أدواره بين جدران المنازل وجلول البساتين أن يلقى تلك الفرصة لتحويل المجتمعات من ذكوريّة إلى مناصفة بين الرّجل والمرأة يحقّ للمرأة فيه مزاولة الأعمال الخارجية والتمتع بقرار مستقلّ متحرّرة من روتين القيود والتقاليد والأعراف اللّامنصفة؟
نعم، ساهم الإعلام مذ نشأته ولا يزال مع بروز مواقع التّواصل الإجتماعي اليوم في إيصال صوت المرأة ضد القمع التي كانت محكمة به، فتراها اليوم وبتغريدة بسيطة قادرة على خض العقول وقلب المعادلات...
مثال على ذلك تجربة قد عرفها مجتمعنا اللبناني منذ أشهر قليلة حينما تعرضت الإعلامية جيسيكا عازار لانتقاد لاذع من قبل أحد الأطراف أعادت نشره عبر تويتر، ما أدى لنوع من الثورة الإعلامية في قلب الساحة اللبنانية تتوّجت بترشّح عازار للانتخابات النّيابيّة وحصدها لعدد لا يستهان به من الأصوات.
باختصار إنّ العصر الحاليّ ليس سوى عصر التّحرّر من كل معتقد بالٍ والنهوض بدور المرأة وحقوقها بواسطة الإعلام وما يرافقه من وسائل حديثة نتجت عن تطوّر التكنولوجيا البشريّة...
إطمئنّي وافرحي، إنّ عصر التفرّد والتّعصّب الغبيّ قد مضى... والمستقبل الآن بين يديكِ!