كعادته، يبقى حزب القوات اللّبنانيّة حريص على مصلحة لبنان واللّبنانيّين بعكس أغلبيّة الأحزاب، الّتي لا زالت تبدّي مصالحها الشّخصيّة على مصلحة الوطن رغم كلّ الظّروف العصيبة الّتي يمرّ بها وطننا. فهاهي الأنانيّة الحزبيّة قد سيطرت على عقولهم وتفكيرهم، و الطّمع قد أعمى بصرهم. فأصبحت الأغلبيّة منهم تحيك بلداً على مقاسها متناسين الآخر طامعين بدويلة لا بدولة، راغبين بدويلة على حجمهم وحدهم لا تتسع للمواطنين أجمعين، بل لهم وحدهم.
فلا بد من أن ينتهي زمن ال"أنا أو لا أحد"، لأنّ هذه العقيدة قد أودت بنا إلى الخراب وجعلتنا نصل إلى جحيم مصيرنا. إن السّلطة السّياسيّة الحاليّة منبثقة من التّسوية الّتي تمّت منذ حوالي السّنتين والنّصف إلا أنها وللأسف في حالة شلل جزئي فقد وضع المواطنون ثقتهم بفرقاء التّسوية الذين قد وعدوا بالإصلاح والتّغيير والأمل من أجل مستقبلٍ واعد للوطن. ولكن النتيجة لم تكن كما وعدوا، بل كانت كلّها تقسيمات للحصص فيما بينهم بالإضافة إلى إخراج "القوات اللّبنانيّة" لإنّها كانت المعارض الوحيد الحريص على المصلحة العامة ومحارباً لهذه الألاعيب والمحاصصة السّياسيّة. فظلّ المحاربون لحزب القوات يتصرّف بشكل عشوائي وغير منطقي من دون أي حدود ولا روادع كما وأنّه لا يأخذ بعين الإعتبار المصلحة العامة.
إنّ التّشنّج السّياسي الحالي سببه التّعيينات لأنّ هناك ككلّ مرّة طرف من أطراف التّسوية يصرّ على أن تكون جميع التعيينات المسيحيّة من حصّته متجاهلاً وجود أي أفرقاء آخرين، وقد تطرّق إلى هذا الموضوع حزب القوات اللّبنانيّة للبحث عن حلّ لا لطرح هذا الموضوع من قبيل أن حزب “القوّات اللبنانيّة” يريد حصّة له، فهو يعتبر أنّه ينال حصّته عندما يتم اعتماد آليّة للتعيينات في الدولة.
فبالنّسبة لل"قوات اللّبنانيّة" هناك طريقة بسيطة جداً لحل الخلاف الحاصل على التسويات، وهي طريقة تُربح الدولة وبالتالي تُربح الفرقاء جميعاً ألا وهي إعتماد آليّة معيّنة للتعيينات في الدولة وهذا الأمر حصل سابقاً ويحصل اليوم في تعيينات المجلس الدستوري حيث هناك حد أدنى من آليّة موجودة لذا نرى أنه سيتم الإنتهاء من هذه التعيينات في وقت قريب.
بالإضافة إلى أنّ هناك آليّة موجودة في وزارة التنمية الإداريّة جاهزة للنقاش في حال لم تعجب بعضهم أو لم يوافقوا عليها، وكلّ ذلك من أجل إقرار آليّة جديدة. فالأساس في هذه المسألة هو وجود الآلية واعتمادها لأن كل من سيتعيّن بحكمها سيكون مديناً لجميع الأفرقاء الجالسين على طاولة مجلس الوزراء.
كعادته يطمح حزب القوات اللّبنانيّة إيصال ودعم الشّخص الكفوء والجدير بالثّقة، أي إيصال الرّجل الصّحيح في المكان الصّحيح، بعيداً عن المحسوبيّات والتّوصيات. فهل يجوز إضاعة وإهدار الوقت فقط من أجل تغليب المصلحة الشّخصيّة على مصلحة الوطن وإرضاء الأنانيّة الحزبيّة؟