لم يَعُد الإحصاء ولا أرقام إستطلاعات الرأي، ولا حتى الدراسات العلميّة المبنيّة على الحقائق والوقائع... يُجسّد واقعنا المرير. لسنا في انتظارِ مؤتمرٍصحافي لإخبارنا عن وجعِ عائلةٍ خسرت إبنها... فدموعِ الأمهات اليوم، كفيلة لتعداد الجرائم التي ترتكب، وتعداد ضحايا السلاح المتفلّت، حيثُ بُتنانستيقظُ على رائحة الموت ونغفو على رائحتِه أيضاً.
روي حاموش، لن يكون الأخير والسلطة عاجزة عن ضبط السلاح وحصره بيد الدولة. روي حاموش، لن يَختُم بروحِه مسلسل السلاح المتفلّت وفيلبنان لا حسيب ولا رقيب تجاه المسلحين والمجرمين. دموع والدة روي حاموش لن تكون آخر ما يروي الأرض، والميليشيات تختبئُ خلفَ ستارالأحزاب. قلب والد روي حاموش المفجوع، لن يكون خاتمةِ الأوجاع وأصحاب البذلات الرسميّة يُؤدون واجب العذاء ولا يُشرّعون قوانين تحميالمواطنين من يدِّ الإجرام.
دماء روي، حرّكت الرأي العام والمسؤولين، فأعيد الكلام عن "الاعدام" وعن ضرورة تطبيق أقسى العقوبات على المنفذيّن. إذ، للمرة الأولى منذ 19كانون الثاني 2004، تاريخ تنفيذ آخر حكم إعدام في لبنان، يطالب مسؤول بمستوى وزير الداخلية والبلديات بإعادة العمل بأحكام الإعدام. ولكن، لايكفي أن يطالب وزير الداخلية بذلك، فتنفيذ حكم الإعدام بحاجة الى مرسوم موقع من وزير العدل ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية.
يقول وزير الداخلية نهاد المشنوق "هذا التفلت العقلي الذي لا رادعَ لهُ، لا يُمكن أن يُضبط، ليسَ من خلال أحكام قاسية، بل من خلال الإعدام". جريمةرويّ، ليست الأولى من نوعها، بل سبقها الكثير من الجرائم، في بعضها كان "فنجان النيسكافيه" سبب الخلاف، وفي بعضها الآخر كانتالـ"crepe"...
لنطرح بعض الأسئلة:
مَن مِنا، لا يخشى عدم العودة مساءً؟
مَن مِنا، لا يخشى السيارات الداكنة؟
مَن مِنا، لا يخشى أصحاب الوجوه "العابسة" و"الأجساد العريضة"؟
أقلامنا، ضعيفة، ضعيفة لا تعرف الفرح... يسكنها الحزن والغضب، لأنها تنتمي لبلدٍ، تخلّى عن اسمه "لبنان"، وأصبح يشبّه بالـ "مرتزقة"، حيث يُدفَن الانسان قبل مماتِه ويُصلب المصلوب مرتين.