من اعتقال الحكيم إلى اعتقال الجمهورية
مساحة حرة APR 22, 2022

٢١ نيسان من اعتقال الحكيم إلى اعتقال الجمهورية. كان قرار اعتقال سمير جعجع محاولة لمنع تحرير الجمهورية وإطلاق سراحها من الأسر. فبقيت تلك الزنزانة تحمل بين طياتها أملًا بلبنان الحرّ المستقل. لم تغرّنا يوماً لا مناصب ولا كراسي، يومَ خيّرونا بين الوزارة والنظارة كان خيارنا وزارة في الذل لا نرضى بها، ونظارة في العز أفخر منزل. وتحوّلت السلاسل في أيدينا مسابح صلاة تشفعت بلبنان من نير الاحتلال وتحوّلت قضبان السجون إلى مشاعل أشعلت ثورة الحرية في لبنان. لم يكن مجرد اعتقال، بل محاولة لإحباط عزيمة شابات وشبان المقاومة اللبنانية؛ كيف لا ومن كان حامل مشعل الجمهورية القوية أسيرًا في السجون السورية.

دخل سمير جعجع المعتقل وظنّ بعض أزلام الأسد حينها أن من شأن ذلك القضاء على القواتيين، لكن ثبات الحكيم شدّد من عزيمة الشباب رغم عمليات الخطف والتخوين والتعذيب. فنحن قوم كلنا إيمان أن جولات الظلم لن تدوم، ففجر الحرية والكرامة والاستقلال قادم لا محال. لا بد للقيد أن ينكسر، كما دائمًا كانت وسيبقى حزب القوات اللبنانية شعلة الأمل، لا سيّما لدى الطلاب.

رمزي عيراني المناضل الأول من صفوف مصلحة الطلاب. فبعد اعتقال قائد "القوّات اللبنانيّة"، رفض ذلك المناضل المليء بروح الثورة، أن ينطفئ مشعل القضيّة التي حملها رئيس حزبه. وأخذ المبادرة بنفسه وقرّر قيادة رفاقه في حركة مقاومة سرّيّة، رفضًا للاستسلام والخضوع. وللحقيقة والتاريخ، لم تقف تضحيات مصلحة الطلاب عند الشهيد رمزي عيراني؛ صحيح قتلوا أجسادًا كثيرة، لكنّ أرواحهم دائمًا أبداً معنا، وإن أردوها مواجهةً، نحنا فينا نحمي أرضنا وشعبنا بصوت لبناني الانتماء والولاء. فيكفينا فخراً أن شبابًا من مصلحة الطلاب أقدموا على المقاومة في وجه الاحتلال للحفاظ على القضية اللبنانية، ولو كانت النتيجة الاستشهاد. رمزي عيراني وبيار بولس وطوني ضو استشهدوا دفاعاً عن لبنان، ونحن اليوم نعدهم أن نبقى أوفياء للبنان واللبنانيين، وستبقى بيروت حرّة مهما حاول البعض.

علّمنا التاريخ أنّ الموت بحريّة وكرامة في كنف جبالنا الصعبة، خيرٌ لنا ألف مرّة من العيش أذلاء في ذمّة طاغية من هنا أو احتلال من هناك. ومهما حاول أي احتلال أو جالية، تبقى إرادتنا الصلبة ومقاومتنا المستمرة خير دليل عمّا هو حزب القوات اللبنانية وقائده الحكيم.

مهما توسعّوا وازدادت قوتهم واغتصبوا حق اللبنانيين، ومهما علا شأنهم وهدّدوا، لا يعتقدنّ معتقد في لحظة من اللحظات بأن الله قد مات أو بأنه لا يتدخل في التاريخ، وإن كان الطريق طويلاً وصعباً وشاقاً ومتعرجاً، ففي نهاية المطاف ما بصح إلا الصحيح. تبقى قوتهم قوّة شر، والخير سينتصر كما دائمًا. سمير فريد جعجع بين الحرية والحق اختار الحرية من المعتقل. رحل رستم غزالة وغازي كنعان، وبقي حزب القوات اللبنانية وبقي لبنان. نحنا بدنا لبنان الحرّ المستقل، نحنا فينا نبني دولة بتشبهنا.

مساحة حرة APR 22, 2022
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد