الرسالةُ الأسمى
أصبحنا في مجتمعٍ يغصُّ كلّما قرأ أو سمع إحدى البيانات لأنّنا اصبحنا في مجتمعٍ كل من يحمل قلمًا ويكتب يُطلق عليه-وللأسف- لقب الصحافي!
بدايةً، ما هو علم الصحافة؟
هو مهنة من يجمع الأخبار والآراء وينشرها في صحيفة، أو مجلّة، والنّسبة إليها: صحافيّ، وصحافة الصُّور هي:
صحافة تعتمد أساساً على الصُّور، أمّا الصاافَةُ الوَطَنِيَّةُ فهي: مَجْمُوعُ الْجَرَائِدِ، وَالنَّشَرَاتِ، وَالْمَجَلاَّتِ الَّتِي تَصْدُرُ فِي أَرْجَاءِ الوَطن.
بعد أن عُرّفتِ الصحافةُ، أتعتبرون ما نحن عليه اليوم هو الصحافة الناجحة؟ فكم من صحافيٍ لا يجيد اللغة العربية الام، ولا اللغة العربية الفصيحة كي يلفظَها، والكل يعتبر ان على الصحافي ان يجيد اللغة العربية وحدها ولكن لا، عليه ان يجيد اكثر من لغةٍ كي يتواصلَ مع السفراء وغيرهم.
ان هذه المهنة تتراجع شيئاً فشيئاً، وبذلك نحن نفتقد للاعلاميين الذين ينكبون على دراسة هذا الاختصاص، ولحاجة التفزيونات والجرائد وغيرها الى الصحافيين ذوي الخبرة، يعمد رؤساء هذه المحطات والجرائد الى التوجه نحو اختيار اناسٍ جميلين ويتقنون فنّ الخطابة فبذلك يزدهر التلفاز دون ان يكون هذا الشخص صحافياً!
اذاً، من هو الصحافي اللامع؟
الصحافي اللامع هو:
من يتقن الكلام الجيد
من يعرف ان يسحبَ الكلام من الذي يحاوره بلطافةٍ وذكاء
من يستعمل فطنته لابراز اسئلته واخذ الاجوبة المرضية
من يجيد فن الكتابة ليس فقط الخطابة والكلام وذلك لاننا اصبحنا في مجتمعٍ قلّ فيه من يقرأ الجريدة الورقية، إذ توجّه الكثيرون نحو قراءة الجرائد الالكترونية، فبذلك يُنتقد كاتب المقال اكثر من غير
ان الصحافة اليوم لم تعد كما قبل، فالمواقع الإلكترونية تتنافس في ما بينها على عدد الزائرين والمضحك المبكي هو اننا فقدنا الحس الانساني فعندما يحدث الانفجار، بدلاً من ان يساعد الصحافيون المصاب، يهرعون لتصويره، فنحن بحاجة الى حس انساني وليس سكوب!
لا يجب ان ننسى ان في القدم،كانت الجريدة مصدر الأخبار الوحيد، تتطورنا وأصبح لدينا تلفاز بالاسود والابيض، وكنا ننتظر الساعة الثامنة كي نشاهد ونتابع الاخبار، لكن اليوم، وبعد ان واكب الصحافيون التطور اصبح بمقدورك ان تشاهد الاخبار ساعة شئت عبر كبسة زرٍّ.
وللاسف يعمد بعض الصحافيين الى كتابة عناوينَ مذهلة وجذابة ولكن المحتوى يكون سخيفاً للغاية، لذلك يجب ان نختار عناوينَ تتناسب مع مضمون المقال
وبالطبع كما قيل فيما قبل، كنا ننتظر الجريدة يومياً كي نعرف ماذا حصل ويحصل في مجتمعنا، ولكنّ اليوم بكبسة زرّ وانا جالس في المنزل اعرف ماذا يدور في بلدي والبلاد المجاورة.
وللاسف اصبحت كل الجرائد مُسيّسةً اي كل جريدة تبوح ما هو ايجابي لناحية سيايتها علماً ان الصحافي لا يجب عليه ان يمزج رأيه الشخصي بالموضوع، لأنه إن فعل، يصبح متحيز.
زدْ على ذلك ان هنالك مناطقَ لا يُسمح ان يدخل الصحافي الى اروقتها وذلك لان سياستها غير سياسة المحطة، فببعض الاحيان يُضرب الصحافي وكل ذنبه هو القيام بعمله!
ايها الصحافيون، نحن معكم ولكم، فلولاكم لمّا كنا سنعرف ما يدور من حولنا. فكم من صحافي قُتل او نُفي من خلافة عمله! وهنا تحية كبيرة للشهيدة الحية الاعلامية الدكتورة مي شدياق اتي تُرفع القبعات لكلامها وجرأتها، فهي مثال الصحافيين الذين أبَوا ان يموتوا قبل اتمام الرسالة: بُترت يدها ورجلها، لم تقلْ يوماً واحداً انها تريد ان تقفَ عن عملها، فهي المثال الاعلى للصحافة في لبنان واصبح اسمُها لامعاً لبنانياً وعالمياً من خلال مؤسستها. فهي بالفعل مثال الصحافيين الذين لا يسمعون سلبيات العالم التي يرمونها عليهم بل يواكبون التطور العلمي، وما اجمل رسالة الصحافة وذلك لان الصحافي يترك عائلته وبيته كي يواكب عمله في ايام الثلج والحر.