ليست المرة الأولى التي يفاجئ فيها المطر المسؤولين، أقله هذه السنة. ليست المرة الأولى التي يتفاجأ بها المعنيون بالأضرار المادية التي تخلّفها السيول إن كان على الأملاك العامة والخاصة أم على المزروعات.
في كل أزمة مماثلة، يتسابق المسؤولون إلى رمي التهم، وتنتهي الأمور بإطلاق مشاريع وخطط ووعود بحل الوضع. أقله هذا ما كان يحصل في منطقة بعلبك - الهرمل، بإستثناء أداء عضو تكتل "الجمهورية القوية" أنطوان حبشي الذي تواصل مع الوزارات المعنية وينتظر منها التجاوب الفعلي.
إجتاحت السيول الطرقات، ودخلت إلى بيوت المواطنين، وقتلت إحدى المواطنات. خلّفت السيول الضخمة أضرارًا جسيمة وكبيرة في المزروعات!! موقف الدولة كان شبه غائبٍ، تصريحات جميلة، كالتي سبقتها، وعود رائعة، تفوق سابقتها روعةً، تعهدات بالعمل جديًا على حل الأزمة نهائياً، تعهدات تشبه (أقله إلى الآن) التعهدات الأخيرة، نفس التعهدات التي أوصلت السيول إلى الطرقات!!
لا أحد يريد تحمل المسؤولية، وزارة الأشغال تقول إن وزارة الطاقة مسؤولة، والأخيرة تصرّح بالعكس لكن تتعهد بحل المشكلة... مشكلة لا تستطيع البلديات حلّها بإمكانياتها الحالية كما صرّح المحامي بشير مطر، رئيس بلدية القاع، لموقعنا. مطر، أكد أن هذه الأمطار خارج موسمها، وقد أتت كثيفة، ترافقت مع برَد وأتت على أعلى الجبال، وعادةً هذا النوع من المطر، يشكل سيولًا.
هذا أبرز ما صرّح به مطر خلال دردشة هاتفية معه:
-ألا يوجد مجاري لهذه السيول؟
يوجد، لكنّ هذه المجاري لا يتم الإعتناء بها وهي ليست نظيفة.
- هل اللوم يقع على وزارة الأشغال؟
وزارة الأشغال، وزارة الطاقة، كلّ الدولة! لأن البلديات لا تملك الإمكانيات لتنظيف هذه المجاري ...
- بعض الأشخاص إضطرّوا لمغادرة منازلهم، ما الذي حصل لهؤلاء؟ وبما تطالبون؟
نحن ضيعة، وكل المتضررين استطاعوا أن يجدوا مكاناً لإيوائهم. الأضرار في بعلبك ورأس بعلبك هي أضرار في الأملاك، بينما الأضرار في القاع هي في المزروعات. ونطالب الدولة بالتعويض على المواطنين المتضررين.
- نصيحة لأهالي المنطقة، خاصةً أن الأسبوع المقبل يحمل أيضاً أمطاراً غزيرة
الله يساعد الأهالي! ماذا تريد مني أن أقول؟ ليبتعدوا عن الأماكن الخطيرة، ويبقوا في منازلهم خلال الطقس الماطر.
