"الأرض أرضنا، ولنا في كل زاوية منها، جزءٌ منها. فكروا أيّها الرفاق أن لبنان وطننا وفيه باقون، ولن تهزنا ريح أو محنة، ولن نبخل بأي غال لاستعادة سيادته المغتصبة وعدالته المفقودة". قال رمزي هذه الكلمات ولم يكن يعلم أنه هو من سيكون هذا الغالي الذي ستفقده عائلته ومصلحة الطلاب وحزب القوات اللبنانية.
كما كل عام في شهر أيار، نعود بالذاكرة إلى يوم اختطاف المهندس رمزي عيراني واغتياله، وهو ربّ عائلة وأب لولدَيْن ورئيس دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب في "القوات اللبنانية" آنذاك. اختُطف رمزي في السابع من أيار ٢٠٠٢، وعثر على جثته في العشرين من الشهر ذاته في صندوق سيارة في بيروت. رمزي المناضل القواتي الذي لم يتخلَّ عن قضيته في عهد الوصاية السورية، ولم يثر أزلام الأسد الرعب فيه فبقي صامداً صلباً أمام انتهاك سلطة الوصاية للدولة اللبنانية جامعًا إلى جانبه كل الرفاق الذين أيّدوا معه قضية حزب القوات اللبنانية ورئيسها المعتقل على أيدي السلطة الوصولية آنذاك.
ليس غريبًا على من قصف المناطق اللبنانية وهجّر أهلها وقتل شبابها وتدخّل في قرارها السيادي وسياستها الداخلية، أن يقتل نخبة شباب هذا الوطن، وعلى رأسهم الشهيد رمزي عيراني الذي ناضل سرّاً كما علناً، ومن داخل الجامعات وخارجها، حتى تكللت مسيرته بآثار تعذيب وحشي على جسده توّجت أخيراً بعودته إلى أحضان أهله ورفاقه شهيداً على مذبح الوطن. ليس غريبًا أيضاً على حزب قدّم تضحيات في زمان الحرب والسلم، من شهداء واعتقالات لشبابه، أن يبخل بتقديم المزيد من التضحيات والمزيد من الشباب على مذبح الوطن، أمثال رمزي صوناً عن سيادة لبنان ودفاعاً عن كل أرض فيه وحفاظاً على قراره.
رفيقي الشهيد،
أنظر إلى شباب "القوات" اليوم. صوتك هدر في عقولهم، وهم على خطاك سائرين ورافعين الراية نفسها التي رفعتها، راية الحرية في وجه المحتل، راية الحق في وجه الظلم، وراية المواجهة في وجه الجلاد، راية لبنان في وجه كافة المحاور غير اللبنانية. اعتقدوا أن باغتيالك سيزرعون اليأس والخوف في داخل الشباب، لكنهم لم يعرفوا أننا أبناء الرجاء، واستشهادك زرع في داخلنا القوة والإيمان.
رفيقي الشهيد،
لن تُقتل مرتين، مرة دفاعاً عن لبنان ومرة في النكران.