لا شكّ أنّنا في تاريخ متوّج بالإيمان والعقيدة، تاريخ أوجد الحكمة في بيئة الله حيث سيبقى إنسان يمتلكها لألقّبه بالحكيم، وترأّس نخبة من المناصرين بصورة بشير. سمير جعجع مهما أغلقت عليه قضبان الزّنزانة، ورغم سلسة مذلّة من الامتيازات الخارجيّة تتلاعب بآمال سكّان الوطن، سيبقى بإرادته رسالة إلى أوسع عالم، عالم حيث بات الطّلّاب بدمٍ من فئة الشّهداء الأبرار والأحياء المناضلين.
في حقبة توسّطتها الوصاية السّوريّة حيث يحكم قانون الغاب تحت سلطة الأسد، وساهمت في تعالي أياديهم في ساحة من النّصر بحسب ما يتوهّمون، امتدّت في المقابل يد تعرّف بالبسالة، دعمها الرّوحيّ ذكرى بشير، دعمها الفكريّ وصفة الحكيم، ودعمها المعنويّ خليّة طلّاب غطّت أرضاً وتفوّقت على مساحتها المتواضعة، طلّاب غابوا في عمرهم عن مرحلة سفك الدّماء المدوّنة على صفحات التّاريخ، بل اعتنقوا في زمانهم السّلم الّذي تعلّموه من أستاذ في القضّيّة، المهندس رمزي عيراني.
الحقّ يقال أنّ في الكلام وسيلة للإقناع، ولطالما كانت وجهة نظرنا، المكلّلة بالرّأي الحرّ والحقوق المحفوظة، هي سلاحنا السّلمي في المواجهات من حيث تهبّ، وما دام رمزي عيراني مسلّحاً بهذا الفكر، لا خوف على حزبٍ تتوالى أجياله وتتربّى على مبدأ الشّرعيّة وتحمل شعلة الحرّيّة.
وكم كانت كارثة الوصاية طاغية، سارت عقارب السّنوات حتّى تاريخ السّابع من أيّار المريميّ 2002، اليوم الّذي تبنّاه ترح. صاح بصوتٍ لم تستطع آذان عهد الوصاية تحمّله فاتّخذ القرار في أقبية الظّلام للتّخلّص من كلمة الحقّ الجبّارة. إنّه اليوم الّذي أصبح للقوّات اللّبنانيّة عامّة والجامعة اللّبنانيّة خاصّة شهيدٌ اختطفه المضطهد خوفاً، إنّه يوم أصبح اسم "رمزي عيراني" لغة تعلّم الشّباب أن القوّات أكثر من حزب، بل مسيرة نضال عرفت البداية وجهلت النّهاية، مسيرة ضمّت حرّاساً على المهمّة والمسؤوليّة.
ختاماً، لن ننسى كلمات نشيدنا تصدح: " هلّق فيهم يرتاحوا نحنا ما رح نرتاح" نعم أقول لك يا رمزي في يومك أنّه أصبح بإمكانك أن ترتاح لأنّك تركت قلعتك في رومية بين أيدي عائلة جعلت رومية تُلقَّب بالوفيّة، حيث يخلّد صوتك يدوّي بين جدران الجامعة كأنّه يتحدّى الموت، وعلى خطى الأبطال الّذين ماتوا ولم يستسلموا، لا يسعنا إلّا التّمسّك بأمانة أورثتنا إيّاها، حتّى أبد الآبدين...