إبراهيم رئيسي: الرئيس جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية
فاز إبراهيم رئيسي يوم السبت 19 حزيران 2021 في الانتخابات الرئاسية الإيرانية. فمن هو رئيسي؟ هو قاضٍ ورجل دين محافظ ومتشدّد، يُعتبر من أهم أركان النظام الإيراني ومن المقربين من المرشد الأعلى للجمهورية. كما يراه البعض على أنه المرشح الأكثر حظًا لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي وأن وصوله إلى سدة الرئاسة هي البداية لتعويم إسمه واستقطابه للشعب الإيراني. تشير بعض المصادر إلى أن تسلّم رئيسي تحدٍ وورقة ضغط على الولايات المتحدة لتقديم تنازلات أضخم في المفاوضات القائمة لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا، رغم أنه اختير مباشرةً من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بهدف تثبيت القوى المتشددة والمحافظة على كل أركان الدولة.
الوضع الاقتصادي الإيراني والعقوبات
يعي رئيسي جيدًا أهمية رفع العقوبات التي أثرت مباشرةً على الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي في إيران. وفي ظل هذه الأزمات من المنطقي أن نرى الإدارة الإيرانية الجديدة مستعدة للدخول في مفاوضات جديدة مع أميركا.
وعليه، تحاول إيران إيجاد منفذ من العقوبات الأميركية عبر دول لها مكانة دولية وقدرة عسكرية واقتصادية كبيرة، على سبيل المثال لا للحصر محاولة إيران إبرام صفقات عسكرية مع روسيا، ومع الصين اقتصادياً لا سيّما بعد الاتفاق الصيني الإيراني الذي يعود باستثمار مليارات الدولارات على مدى ربع قرن مقابل النفط الإيراني. لكن الانغماس الإيراني بتحالف كامل مع روسيا أو الصين ضد الغرب وأميركا سيعرضها من دون شك لصعوبة الاستكمال لفض العقوبات المفروضة عليها.
النشاط النووي الإيراني طرح أساسي في المفاوضات
بلغت إيران اليوم بنشاطها النووي نسبة عالية جدًا من التخصيب وقربها من امتلاك سلاحًا نوويًا، كما تشترط بداية رفع العقوبات عنها للعودة إلى الاتفاق النووي. لكن إدارة بايدن حازمة جدًا حيال هذا الموضوع، لا سيّما أن إيران تحاول التوصل إلى محادثات لصالحها في ظل هيمنة في منطقة الشرق المتوسط.
الحل العسكري ممكن؟
نرى أن استهداف مراكز التطوير النووية والمفاعلات والعلماء الإيرانيين بعمليات سيبرانية واستخباراتية مبطنة من قبل الاستخبارات الأميركية أو الإسرائيلية والهجمات العديدة التي يقوم بها الجيش الأميركي والإسرائيلي على العديد من تجمعات ميليشيا إيران. كلّ هذا الضغط يهدف إلى إظهار إيران وكأنها الحلقة الأضعف وللضغط عليها للتنازل. واستنتجت إدارة بايدن من تجربة سالفتها أن التعامل بشدة وبقوة مع الإيرانيين يؤتي ثماره، وبالتالي رفعت من جديد وتيرة تحركاتها وضرباتها العسكرية.
موقف دول الخليج من المفاوضات
ترى المملكة العربية السعودية أن لإيران تهديد مباشر، لا سيّما مع تمركز الحوثيين على حدودها والأعمال الحربية القائمة بينهم. لذا يحاول الأميركيون في الاتفاق الجديد مع الإيرانيين استرضاء الجانب السعودي والاستماع إلى رأيهم أو حتى مشاركتهم في مجموعة الدول المشاركة في المحادثات. فالاتفاق النووي مع إيران غير محصور بالنشاط النووي، بل يتعداها ليصل إلى العديد من الملفات الأخرى، من سياسيات خارجية وتدخلات في دول الجوار.
تداعيات المفاوضات على لبنان
لا ينحصر الصراع الإيراني الأميركي في لبنان فقط بهيمنة حزب الله وسلاحه غير الشرعي ودعمه للنظام السوري، كما الخوف من تعاظم قوة حزب الله ما يشكل تهديد على إسرائيل.
أما ما تشهده الساحة اللبناني من انهيار في الوضع الاقتصادي والنقدي والمالي والاجتماعي، فهو نتيجة فشل الطبقة الحاكمة فقط الوضع الإقليمي والدولي لا يؤثر على الوضع الداخلي. وواقع الحال الذي وصلنا إليه اليوم لم يتسبب به الصراع الأميركي الإيراني بشكل مباشر، بل تسببت به القيادات السياسية اللبنانية التي أوصلت لبنان إلى الانهيار.