كيف يؤثّر الحجر على نفسيّتنا كشباب؟
صحة APR 23, 2020

بسبب الوضع الصّحّي العصيب الذي نمرّ به وتعذّر توزيع مجلّة آفاق الشّباب، إليكم تقرير "كيف يؤثّر الحجر على نفسيّتنا كشباب؟" للرّفيقة مايا أبي رميا، من العدد ٨٩ من مجلّة آفاق الشّباب.

 

وسط زحمة الحياة، وُجب على البشريّة جمعاء استخدام المكابح المفروضة من وباء الكورونا العالمي. لذا التزم كلٌّ منّا منزله كخطوةٍ أولى للوقاية من الفيروس والحدّ من انتشاره، حريصين بذلك على سلامتنا وصحّة أهالينا. تُعدّ صحّتنا النفسيّة ركيزةً أساسيّة في حياتنا، فكيف يؤثّر الحجر على نفسيّتنا كشباب؟ وبالتّالي، كيف نحافظ عليها خلال الحجر؟

 

فكّر بإيجابيّة!

بحسب المعالِجة النفسيّة ريما بجّاني، تُعتبر سلامتنا النفسيّة ضرورةً لمواجهة التّداعيات السلبيّة كالقلق والقهر والكآبة. فلنفكّر بطريقة إيجابيّة، ونعتبر "القعدة بالبيت مش زربة" والحجر ليس نقطة بل مجرّد فاصلة. ولندعها تعطينا منفسًا لنعيد النّظر في أهدافنا ومسار حياتنا واهتماماتنا وحاجاتنا وعلاقاتنا...

 

كيف تسلِم صحّة الشّباب النفسيّة؟

يُعدّ دور الأهل والمحيط أوّلًا ركنًا أساسيًّا لتأمين البيئة الحاضنة لفئتنا العمريّة ومساعدتنا على التّأقلم مع الوضع الحالي والاستفادة منه إلى أقصى حدّ، كما تغنينا عن التّفكير في انتهاء صلاحيّة الفيروس، لأنّ هذه الحالة مؤقّتة.

ثانيًا، أعطت بجّاني فئة الشّباب سمة القنبلة: طاقات تتفشّى فتنثر لهيبها في عدّة نشاطات، كالسّهر والرقص والرياضة والتنزّه والرحلات... قد يصعب علينا ملازمة المنزل فجأةً، وشلل نشاطاتنا وتأمّلاتنا من دون أن نكون مستعدّين معنويًّا، لذلك يجب أن نحافظ على الحد الأدنى من نمط عيشنا. كما ينفع ذلك في تحضير خطّة قصيرة الأمد لتنظيم نهارنا وفق نشاطاتٍ متنوّعة، ومنها:

1- النشاطات الذهنيّة كالدراسة والمطالعة والبحوث. إذ تساعد متابعة القدرات الذهنية وتطويرها على تحقيق التقدّم رويدًا رويدًا واستثمار وقتنا الرّتيب بما يفيدنا.

2- النشاطات البدنيّة لا سيّما الرياضيّة منها، فالعقل السّليم في الجسم السّليم. قليلٌ من الرياضة قرب المنزل، والتنزّه في أرجاء الطبيعة، بل يريح النّفس والتّفكير.

3- النشاطات الاجتماعيّة بالسّبل المتاحة، كالاستفادة من وسائل التّواصل الاجتماعيّ للتقارب مع الأصدقاء والأقرباء.

 

انهمكنا في الروتين... ولكن!

لننظر إلى الحجر كفرصة لا مثيل لها لمعاودة النشاطات التي كان الروتين قد أنهى ممارستها، ولإعطائها مكانةً مهمّةً في تنكيه نهارنا المرهق بالملل من خلال خطوات ولو بسيطة، ومنها:

1- التّحدث مع أهلنا الذي كاد أن ينعدم بسبب دوام الأهل العملي المتأخّر، وانشغالاتنا الكثيفة أيضًا. صحيحٌ أنّ الحجر خلق بعدًا عن الحياة الاجتماعيّة جسديًّا، إنما قرّب روابطنا العائليّة، من حيث دور الأهل كالسّند وتفهّمهم لنا ووعيهم لوضع أولادهم المراهقين، وإلّا شهدنا محافل عنف لا حدود لها بين الطرفين.

2- التشبثّ بسمة المقاوم، إذ أثبت الشّعب اللبناني على مرّ التّاريخ أنّه أبيٌّ بصموده ومقاومته لمختلف المواجهات، ويبقى. وبالتّالي، تساعد مواجهة جيلنا حتمًا لا سيّما هذا الوباء، على بناء شخصيّتنا وتدعمها معنويًّا لمواجهة كلّ أزمة مستقبليّة.

3- تجنّب الإفراط بالتفكير: إنّ معضلة الوضع الاقتصادي الراهنة خارجة عن قدراتنا، وليس من شأننا إيجاد حلول. فلمَ التّفكير ليلًا ونهارًا في مشاكل لا حلول لها في الوقت الحالي؟ دعنا نتأقلم ونواجه بوعيّ.

4- اللجوء إلى تطبيق للدعم النفسيّ: إن كنتم يا رفاقي بحاجة لإرشاد نفسي أو شعرتم بالاكتئاب، استفيدوا من التطبيق الذي أنشأه معالجو النّفس في حزب القوّات اللبنانيّة، للتّواصل مع المواطنين والاستماع إليهم في غضون هذه الأزمة.

 

هل الكورونا هو أكبر مشكلاتنا؟

فعليًّا، ما يزعجنا ليس الوباء بحدّ ذاته، إنّما انفعالاتنا حيال الأزمة. لذا يجب أن نتحلّى بالإيجابيّة قدر الإمكان، وممارسة التّمارين في المنزل لتقوية مهاراتنا، وتطوير أدائنا الاجتماعيّ. فلنعتبر هذه الأزمة اختباراً لقدراتنا التي نسعى إلى تطويرها.

تشكّل هذه المرحلة فصلًا من كتاب مسيرتنا الذاتيّة، وينبغي تخطّيها بأقلّ ضرر ممكن وبحيّزٍ أكبر من الوعي والإدراك للفرص المتاحة أمامنا.

الكورونا سهمٌ، إمّا يمضي ويتركنا متصلّبين في طيّات الماضي وغير قابلين للتطوّر، أو يوجّهنا نحو التطوّر والاستمرار... فالقرار لنا!

صحة APR 23, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد