مرّت سنتان، وكأنّ الحادثة البارحة على عائلاتِ كلٍّ من جوزيف ليّوس، بولس الأحمر، جورج فارس، ماجد وهبي وفيصل عاد.
بعد سنتين كيف يُكافأ من حموا الوطن بأجسادهم؟
يُكافأ أهالي القاع في الذكرى الثانية على التفجيرات بذكرى أخرى يومية للاضرار التي تطال أراضي البلدة ومزروعاتها من سيول وفيضانات، نتيجة الإهمال وعلى الرغم من مساعي النائب انطوان حبشي وعلى الرغم من الكتابات والتحذيرات، لكن عبثاًً، يقول رئيس بلدية القاع بشير مطر لموقع "مصلحة الطلاب" في "القوات اللبنانية"، إذ توجّه لأهالي القاع: "أنتم أفشلتم مخططاً كبيراً لو حصل في منطقة أخرى لكان يمكن أن يركع أهاليها وأن يربكهم ويهجرهم، وقفة الأهالي الشهداء أو الجرحى أو الأحياء وقفة مشرّفة، وقفة تؤكّد أنهم أبناء إيمان وأصحاب هذه الأرض، وللبطولة عنوان".
الدولة وقفت إلى جانب أهالي القاع بالكلام والشعارات يضيف مطر، ويعبّر عن الخذلان من الدولة التي لم تقف بجانب الأهالي ولم تساعدهم بأقل حقوقهم، خصوصاً بعد السيول التي تعرضت لها المنطقة، إذ كان أهالي القاع يتوقعون أقله نيل حقهم بالمياه والكهرباء والاقتصاد.
ويشير مطر: "باقون، لوحدنا باقون، لدينا إيماننا، رفات شهدائنا ودماؤهم زادت من قيمة وغنى أرضنا وترابنا".
لن يناشد مطر الدولة، ولا يرى شيئا على المدى الطويل في ما يتعلق باهتمام الدولة بالقاع ولا حتى بمناطق الأطراف، والأهالي متكلون على أنفسهم، لن يخوّفهم ولن يركّعهم ولن يهجّرهم لا انتحاريين ولا غيرهم. سيقفون بوجه كل من سيتعدى على أرضهم.
ويؤكّد مطر أن "سلاح أهالي القاع هو إيماننا وشهداؤنا وجرحانا وأجدادنا والقيم التي ورثناها، وسنبقى أصحاب كرامة وحقوقنا سنأخذها من فم السبع أو من فم الأسد".
وبين إنتحاريّي الليل وانتحاريي الصباح.. القاع تجنّب بلداتٍ أخرى كأساً مُرّة كانت ستشربه، وها هم شهداؤها مرتاحو الضمير في عليائهم لتأديتهم الدورَ المناسب على أكمل وجه، لكنّ دويّ صمت الدولة وغيابها عن القاع لا يزال على مسمع الآذان.