السلام...إرادة شعب لا غير!
مساحة حرة SEP 21, 2018

 لم لا نعير ضجيج السماوات آذانًا صاغية؟ قد نسمع عندها صوت السلام بدلًا من طرق الحديد واحتكاك الخناجر...
 لم لا ننظر نحو السحاب الهادئ في عز ازدحام الطرقات والجادات بدخان الآليات والشاحنات؟ 
لم لا نذكر من أحداث النهار كلّه سوى أقبحها؟
  لا أكتب كي أنعي موت السلام وأشكو غيابه كما بات رائجًا بين أحاديث البشر...فالسلام لم يكن يومًا أقلّ وفرة من الحب في قلوب المحبّين ولا أدنى سموِّا من الاحترام في أنفس ذوي الخلق الرفيع... هو لطالما كان كالإبتسامة: لا تظهر جليّة على الوجه إلا بإرادتنا-حتى ولو بانت أحيانا وعن غير قصد على شكل رجفة متواضعة في أعلى الشفاه- فتغير شيئا ما من حولنا.
 المشكلة في مشاكل مجتمعاتنا أنها لا تعطي السلام ولا الوئام فرصة ليتفشئ، أهو خوف من سكون الراحة؟ أم تهرب من "روتين" التقدم والإزدهار؟ 
مثلا، يصادف اليوم العالمي للسلام (٢١ أيلول) في لبنان كل سنة عقب أسبوع من الرّابع عشر من أيلول، ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل...
 رئيس قوي كان لِينقل لبنان لأرقى عصوره لو لم تطله الأيادي السوداء.
 نعم هو السلام والأمل للبنان الذي انتخب عام ١٩٨٢ ليرأس أعلى المناصب الدستورية اللبنانية، نفسه الذي سقط شهيدًا بعد عشرين يوم ويوم من نيله ثقة المجلس والشعب...فأين كان ليغدو لبنان لولا رغبة مجموعة بالقضاء على الأمل فيه؟
 ما زالت إرادة الحياة في بقعة ال ١٠٤٥٢ تروى ولو من أيد معدودة...وأكيد أنها ستنمو! 
ناهينا عن الكماليات، لبنان والعالم أمام فرصة اختيار، إما ابراز السلام وفرض قوته عبر نزاهة السلطات وحزم القوى، أو البقاء عليه محجوبا متلاشيا بوجه قوى الشر والأشرار. 
   بعيدا عن ذلك، السلام أيضا قطعة حلوى تقدم لطفل في عز مأساته...

مساحة حرة SEP 21, 2018
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد