أثبت الشعب اللبناني كعادته عزيمته وإصراره على الحياة مواجهاً كل تحديات سنة ٢٠٢٠ والمشاكل التي رافقتها منذ أشهرها الأولى، انطلاقاً من الأزمة الاقتصادية وعدم تشكيل حكومة انقاذ مؤلفة من اختصاصيين لا انتماء سياسي لهم، وصولاً إلى انهيار الليرة وارتفاع سعر صرف الدولار بوتيرة سريعة وغير مسبوقة، وتفشي فيروس كورونا، حتى انفجار مرفأ بيروت الذي قتل وشرّد أبرياء وضحايا.
شعب أجداده قاوموا الانتداب وآبائه قاوموا الاحتلال والوصاية، لن يرضخ لسلطة فاشلة قائمة على الزبائنية والمحسوبيات وتقاسم الجبنة بين أحزاب السلطة الحاكمة. الطريق طويلة ووعرة وشاقة، لكن لن يرفّ لنا جفن ولن نرتاح ولن نستكين حتى الوصول إلى لبناننا المنشود، لبنان القوّة، لبنان العدل، لبنان الخير والحب.
الباطل لن يقوى على الحق، والشر لن يقوى على الخير. فنحن هنا باقون. وعلى الرغم من القتل والوجع والجوع، إلا أننا مستمرّون. حرّاس ساهرون لا ينعسون، لأنهم لا يعرفون الخطر والخوف والاستسلام، ودائماً من أجل لبنان مستعدّين حيث لا ولم ولن يجرؤ الآخرون.
"إن كان الله معنا فمن علينا".
لتكن سنة ٢٠٢٠ سنة الدروس القاسية التي علّمت فينا، ولنجعل ٢٠٢١ سنة الإنجازات الحقيقة التي لطالما أردنا تحقيقها، وبدايةً بإنتاج مجلس نيابي جديد من خلال الانتخابات المبكرة التي وبطبيعة الحال ستطلق وجوهاً جديدة في العمل السياسي هدفها مصلحة لبنان أولاً وإعادة ازدهاره، الأمر الذي يخلق الذعر والخوف لدى السلطة الحالية ويجعلها متمسكة بالمناصب أكثر.
وعلى الرغم من كل الويلات، إلا أن لبنان سيبقى دائماً الصوت الصارخ. فاستعدّوا أيّها اللبنانيون لتلبية النداء مع إطلالة الـ٢٠٢١ على أمل أن تكون أيّامها أفضل من التي شهدناها وأن تكون سنة القيامة للبنان وشعبه المقاوم.