بسبب الوضع الصّحّي الأمني العصيب الذي فرضه فيروس كورونا، وتعذّر توزيع مجلّة آفاق الشّباب، إليكم كلمة الوزير السابق ملحم الرياشي، من العدد ٨٨ من مجلّة آفاق الشّباب.
أعزّائي،
ليس أوّل زمن صعب، ولن يكون الأخير. الأزمنة الصّعبة هي عند بقيّة النّاس وجعٌ وحزنٌ ويأس، أمّا عندكم أنتم أبناء القضيّة، فهي قوّة الإيمان ودفئ الرّوح وبريق عيونكم الشّاخصة بجرأة وشجاعة، لتحدّي الزّمن الآتي.
نعيش في زمن، "كلّن يعني كلّن"، وما الشّعار هذا، إلّا حزن النّاس العاديّين المساكين، "القرفانين" من كلّ شيء، أمّا أنتم أبناء القضيّة ف" كلّن" لا تعني عندكم ولديكم أكثر من كلّ الفاسدين وكل الفاشلين وكل الجشعين، ولو من بيننا (إذا وجدوا). وغير ذلك ف "كلّن" هي يأسٌ لا يشبهنا... واليأسُ خطيئة!
حين يتظاهر النّاس في الشّوارع ويعبّرون عن وجعهم، تكونون أنتم على رأس المتظاهرين. تعيشون وجعهم لأنّه وجعكم أيضًا، ولكن، حين يدقّ الخطر على الأبواب، يرحلون "كلّن" وتبقون أنتم.
أيّها الأعزّاء، وانا من يعرف "الآخر" عن كثب، وقد قضيت جهاداً "خلف خطوط الأعداء"، صدّقوني حين أقول لكم أنّكم الأشرف! وثقوا بأنفسكم ثقة النّسور بأجنحتها، حين تضرب الهواء وترتفع، لأنّكم "الأنضف". ولا تخافوا من الغد الآتي، لأنّكم بما تغرفون من إيمانكم بالقضيّة الأسمى، وبآلامها المقدسة، منذ الأجداد والآباء والشّهداء، وعبر العصور والتّاريخ، سوف تصبحون الأعرف بينهم. والأعرف هو الذي يصمد ويجاهد ويجالد، والذي يعلم ويعمل ويحضن ويحتضن ويدافع، ويجعل من عقله وعينيه نورًا لرفاقه، ولو أساؤوا إليه، ويجعل من يده وفيها سيفًا لا يرحم، إذا ما أساء احدٌ الى قضيّته!
دمتم وسلامٌ على المسيرة التي تسيرون.