بين بيروت ومي شدياق.. محاولة اغتيال فقيامة
مساحة حرة SEP 25, 2020

25 أيلول 2005 لم يكن يوماً عادياً لمي شدياق ولم يمرّ كسائر الأيام، بل حمل لها عبوة من أعداء لبنان والكلمة الحرّة. وكانت هذه العبوة مزروعة في سيارتها بهدف خطف حياتها وإسكاتها، لأنّ صوت الحق الذي تنادي به أزعج أعداء لبنان.

 

ذنبها أنها كانت الصوت الصارخ والإعلامية الجريئة التي لا تهاب قول الحقيقة ولا تؤمن بالتسليم بالأمر الواقع. فتقول كلمتها من دون خوف وتردد في بلد دستوره يكفل حرية الرأي والتعبير. وكان نصيبها محاولة اغتيال من قبل مَن لا يؤمن بدولة ولا بقانون ولا بدستور، ويعتبر أن الترهيب أو القتل أو الإجرام هو أداة لإسكات كل معارض ورافض للرضوخ والخنوع.

 

لكنّ العبوة التي كانت قد تودي بحياتها، لم تُرهبها وتُسكتها لأنها من مدرسة علّمتها قول الحقيقة مهما كانت صعبة، ومن مدرسة تشكّل الخط الأحمر حول أرزة لبنان من دماء أبنائها لتبقى شامخة في أعالي جبالنا. فمحاولة الاغتيال هذه جعلتها تتمسك بالحق أكثر من قبل، وبدلًا من أن تسكت أصبح صوتها أعلى وأثبتت أنها امرأة صلبة لا تخشى أن تقدّم حياتها في سبيل قول الحقّ وحرية الرأي والتعبير. لذا وقفت من جديد وأكملت مسيرتها متحلية بالإيمان والشجاعة والصلابة.

 

وبعد مرور خمسة عشر عاماً على محاولة اغتيالها، تعود الذكرة مع فاجعة ومشهد أليم أصاب بيروت. وكما زُرعت عبوة في سيارتها، كانت قد زُرعت "عبوة" في مرفأ بيروت منذ عام 2013، وانفجرت في الرابع من آب لتكون محاولة اغتيال مدينة بأكملها. وها هي اليوم مي شدياق تترأس لجنة إغاثة بيروت "Ground-0" وتضع كل طاقتها وإمكانياتها لمساعدة أهالي بيروت وإعادة العاصمة أجمل مما كانت عليه، لتثبت مرّة من جديد أن الترهيب والتفجير لا يدفعنا للاستسلام، بل يزيد عزيمتنا ونداوي جراحنا. ونستذكر شهداءنا ونعيد بناء ما هُدّم لنقول لأعداء لبنان أنهم هم من سيرحلون، أما نحن فـ"باقيين"...

مساحة حرة SEP 25, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد