كمن يزيد معاناة لبنان المرجوم أصلا برمي حدوده بحجر اضافي تحت حجة حمايته من العدو والتيقظ للخطر القريب.
فهم قد ابتكروا لأنفسهم صلاحية تقوم على تفردهم في حماية الجنوب ،وعلى طريقتهم الخاصة المستهزئة بقوى الجيش البناني، وكأن بنظرهم هذة الأرض "اللبنانية" مكروهة من غيرهم من اللبنانيين...
أفهل يحق لحزب الله ما لا يحق لغيره؟
هل تعشق ايران جنوب لبنان بقدر اكبر من لبنان؟
طبعا لا، وألف لا! إنما خطتها واضحة وضوح الشمس في وسط زرقة السماء! لا استغرب تهديدات اسرائيل العدوة المستمرة لنا، إنما استغرب كيف ان حزب الله يتمخطر مرتاحا على الحدود اللبنانيةالإسرائيلية معلقا بذلك أمن الدولة بخيط رفيع قد ينقطع بين الآونة والآونة، محاولا إظهار أن سلاحه وصواريخه نعمة تجلب السلام لوطننا، خارقا القرار ١٧٠١، مستعملا الجنوب كوسيلة تحذير ل"اسرائيل وامريكا!"
ولأن السلام والاستقرار في لبنان واجب محتم على الدولة اللبنانية وحدها ، ولأن سيادة الوطن تعلو فوق كل النكسات، قد قام دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الدين الحريري بزيارة الى الجنوب، واضعا بذلك النقاط على الحروف، موضحا ان الجيش اللبناني هو وحده المعني الاول بحماية الحدود لا حزب الله!
وقد صرح الحريري ب"اننا ملتزمون بالقرار ١٧٠١"مضيفا بانه "لا يتفق مع جميع مواقف حزب الله"الامر الذي يؤكد موقفه المعارض تجاه النشاط الذي قام بها الحزب مؤخرا، ويوجه رسالة تطمئن اللبنانيين و تؤكد على هيبة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية! فمقابل تفرد حزب الله بالتحكم بالحدود يؤكد رئيس الحكومة على قدرة الجيش والدعم الكامل له لقدرته على السيطرة على الاوضاع الحدودية.
وقد لاقى هذا الموقف للحريري تنويها خارجيا كبيرا يوضح نجاحه في التاكيد على ان"جناح الدولة وحده بيفيي على جميع مناطقها!"
بدوره انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الجولة الاعلامية لحزب الله نهار الخميس واصفا اياها بالخطأ الاستراتيجي الكبير، موضحا بان هذه الجولة تعطي انطباعا بان لا جيش لبناني مسؤول عن العدو وبان "القرار رقم ١٧٠١ قد أصبح في خبر كان!"
فيا حزب الله، إلزم حدودك واعرف حجمك، فقد جاء زمن مكافحة الحق لكامل أشكال الدويلات المغلقة المنعزلة عن السلطة القوية!
ها إن عهد التفاخر بالفواني قد ولى...
فقوة لبنان بوحدة مناطقه باقية!
ودرع الأمن بدعم الجيش باق!
والحرية الكاملة لجميع اللبنانيين ستبقى وتستمر... وأبشر كل نفس حرة...ف"إن الأحرار هم الغالبون!"