تتواصل أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس المكلف سعد الدين الحريري للشهر السادس على التوالي، مع بروز عقدة تمثيل "لقاء السنة المستقلين" في الحكومة، وتأزم العلاقة ما بين حزب الله وتيار المستقبل.
لا يزال المشهد السياسيّ اللبنانيّ متوتراً في ظلّ غياب الحكومة الأولى للعهد. ومع مشهدٍ كهذا أسئلةٌ كثيرة تفرضُ نفسها: لماذا هذا التأخير في تشكيل الحكومة؟ ما هي المشكلة الأساسية؟ متى ستحل؟
والنتيجة واحدة: "البلد على حافة الانهيار".
نعم، على الحافة... بوادر إنهيار إقتصادي في الافق.
إنّ الاقتصاد اللبنانيّ مبني على الثقة السياسية، على التدفق المالي وعلى القدرات الإنتاجية. واليوم، للأسف، هذه الركائز الإقتصادية الأساسية مكسورة ومهتزة.
إن اللبنانيين قد بلغوا مرحلة حسّاسة في التعامل مع الوضع الاقتصادي الصعب، وما يشهده البلد اليوم من إقفال لمؤسسات وتراجع القدرة الشرائية وجمود الحركة التجارية رسالة واضحة يفترض أن نتعامل معها بمسؤولية وطنية، لا أن نرهن مستقبل البلد لمصالح الخارج.
لم يعد هناك مركب إنقاذ من السقوط الاقتصادي إلا عبر تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"؛ ما يحتاج إلى وجود حكومة فاعلة تطلق ورشة المشاريع لخلق صدمة إيجابية تؤمّن دفعاً للعجلة الإقتصاديّة.
يبقى مؤتمر "سيدر" اساسي لمنع الإنهيار التام للإقتصاد اللبنانيّ ولعودة الحياة الإقتصادية، ولكن مع الوضع السائد في البلد؛ متى تتحول خيبة الأمل الى امل؟