لم يعد خبر الموت، أو خبر القتل كما يصحّ التّعبير، خبراً مفاجئاً بالنّسبة لنا، فنحن كشعب لبناني ذنبنا واحد.. ذنبنا أنّنا ولدنا في لبنان، في هذا البلد الّذي باتت روحنا تموت فيه كلّ يوم مئة مرّة لنبقى جسداً هزيلاً ووحيداً، فيقف منتظراً دوره غير دارٍ بساعة رحيله.
فيا لسخافة القدر.. أتستحقّ لحظات الغضب والطّيش والفساد أن تُسلب روحُ شبابنا بسببها؟ أتستحقّ رصاصة رخيصة أن تقضي على حياة غالية لأناس لا زالوا في ربيع العمر ولم يروا شيئاً من الحياة بعد؟ لا وألف لا.. ما من إنسان مهما علا شأنه وارتفعت "واسطته" يحقّ له أن يحدّد ساعة موتنا، ما من فاسد مهما كان "مدعوماً" يحقّ له أن يفلت من وجه العدالة. فمن أنت يا هذا؟! أتعتقد أنّك انتصرت حين فجّرت غضبك؟ أتظنّ أنّك فارّ من وجه العدالة؟!
كفانا ذلّاً وكفانا عذاباً، أليس الله مرجعنا جميعاً؟ فلمّوا الشّمل واحترموا الكتاب. مهما هربت يا هذا من عدالة الأرض، فعدالة أكبر منك ومن إجرامك بانتظارك وهي عدالة السماء، فنحن المؤمنين بها ولن نطالب بحكومة الإعدام ولن نتشبّه بمن قتل..
ها قد حان وقتك يا أيّتها الدّولة.. ها قد جاء دورك يا فخامة الرّئيس.. إنّني أحلّفك بدمعة كلّ أم فقدت أحد أبنائها، أحلّفك بغصّة كل ولد فقد أحد والديه، أحلّفك بحرقة قلوب الكثيرين الذين لم يرتكبوا أي إثم.. ها قد بدأ البعض بتخطّي الخطوط الحمراء، فلتُطبّق ولتُعمّم القوانين! لن نقبل بعد اليوم بخسارات أخرى، ولن نقبل أن يستمرّ الموت الرّخيص على أيدي من لا يعرفون الثّمن.