بسبب الوضع الصّحّي العصيب الذي نمرّ به وتعذّر توزيع مجلّة آفاق الشّباب، إليكم تقرير ""روبوتين طبّيين صنعهما "القوّات" محليًّا"، من العدد ٨٩ من مجلّة آفاق الشّباب.
في ظلّ تفشّي فيروس الكورونا في لبنان وتأزّم الأوضاع الاقتصاديّة والماليّة، وقع القطاع الطبّي في عثرات لا متناهية. فمع تعذّر تحويل الأموال إلى الخارج والاستيراد، حلّق شحٌّ بالمستلزمات والمعدّات الطبيّة والاستشفائيّة في الأفق: نقصٌ في عدد أجهزة التّنفس وأجهزة التّعقيم وأدوات الحماية وغيرها من الأجهزة. ومع تزايد الطلب على المعدّات الوقائيّة، شوهد ارتفاعٌ كبيرٌ في أسعار المستلزمات بشكلٍ غير مسبوق، وذلك نظرًا إلى صعوبة صناعتها في الآونة الأخيرة أو نتيجة إحتكار التجّار. من هنا، سارعت الأيادي البيضاء إلى إيجاد حلولٍ استباقيّة، حيث بادر العديد من اللبنانييّن إلى المساعدة. إلّا أنّ مساعدة "القوّات اللّبنانية" كانت فريدة من نوعها، إذ استطاعت اختراع روبوتَيْن لحماية الطواقم الطبيّة ومساعدتها.
من قام بالمبادرة؟
أوضح رئيس مصلحة الأساتذة الجامعيّين في حزب القوّات اللبنانية الدكتور وسام راجي، في حديثٍ إلى مجلّة آفاق الشّباب، أنّ فكرة المشروع طُرحت مع بدء تفشّي الكورونا في لبنان. فقد تشكّلت خليّة عمل مصغّرة، على أثر اجتماعٍ عُقد بين مصلحة الأساتذة الجامعيّين في "القوّات اللبنانيّة" ومصلحة الطّلّاب ومصالح الأطبّاء والصّيادلة والمهندسين. طُرحت الأفكار واختير المشروع الأفضل الذي يتناسب مع إمكانيّة الحصول على المعدّات اللّازمة، فتقرّر إبتكار روبوتَيْن طبيَّيْن. وموّل المشروع حزب القوّات اللّبنانيّة حصرًا.
هل كان العمل سلسًا؟
لم تسلَم هذه المبادرة من عراقيل عدّة اعترضت طريقها. فقد أشار راجي إلى أنّ المشروع انهمك في بادئ الأمر في مشكلتَيْن: الأولى كانت تقنيّة من حيث تعذّر الحصول على المعدّات اللّازمة للروبوتَيْن؛ والثّانية تُرجمت بعرقلةٍ ماليّة جسّدها التّلاعب بسعر الدولار. لكن ولأنّنا "وقت الخطر قوّات"، لم تجثُ هذه المبادرة على أقدام العراقيل، بل خرجت متمرّدةً لتبصر النّور على سواعد من آمن بنجاحها. وهكذا خلال ثلاثة أسابيع من تصنيعهما، انتهت التجربة الأولى للرّوبوتَيْن التي استغرقت أسبوعَيْن متكلّلةً بالنّجاح، ووُضعا بتصرّف الطواقم الطبية والتمريضيّة في "مستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي" لاستعمالها، بمواكبةٍ مباشرة من مصلحة الأساتذة الجامعيّين التي أشرفت على عمليّة التّصنيع.
كيف يعمل الروبوتَيْن؟
أشار رئيس مصلحة الأساتذة الجامعيّين إلى أنّ طريقة التّحكم بالروبوتين تكون عن بعد وبواسطة تطبيق على هاتفٍ خليويّ أو أيّ لوح الكترونيّ (tablet) يمتلكه الطبيب المتخصّص. تُسهم هذه التقنيّة في الحفاظ على سلامة الطاقم الطبيّ وتمنع الاحتكاك المباشر بالمريض. من جهةٍ أخرى، توفّر هذه الآليّة ثمن تجهيزات الحماية من كمامات وقفّازات وغيرها، فيتمّ توفير تكاليفها لتُصرف في عمليّاتٍ أخرى. كما توفّر تقنيّة الروبوتَيْن وقتًا ضائعًا لا يقلّ عن ثلاثين ثانية يصرفها الطبيب على ارتداء اللّباس الوقائي قبل دخول غرفة المريض.
تجدر الإشارة إلى أنّ تشغيل الروبوتين لا يتطلب أيّ أمرٍ مادّي من قبل المستشفى، بل كلّ ما يحتاجه هو توفّر شبكة إنترنت للتمكّن من التّواصل مع الروبوت. يحتك الروبوت الأوّل مباشرةً بالمريض لأخذ العيّنات اللّازمة للفحوصات منه؛ أمّا بالنسبة إلى الثاني، فيقوم بعمليّة التّعقيم في غرفة المريض.
ماذا عن مستقبل الرّوبوتَيْن؟
أكّد المدير التّنفيذي للمشروع المهندس منعم خوري أنّ الرّوبوتين قابلين للتّعديل والتّطوير، وسيتمّ العمل على وظيفة جديدة للروبوت تقتضي بإدخال الطعام لمرضى الكورونا. حتمًا، ستُسجّل الملكيّة الفكريّة للمشروع بإسم حزب القوّات اللّبنانيّة، وقد يدخل الروبتين فيما بعد في عالم تصنيع الروبوتات الطبيّة. أمّا عمّا إذا سيقوم "القوّات اللّبنانيّة" بالمزيد من المبادرات، شدّد خوري على جهوزيّة خليّة الابتكار لتصنيع المزيد من الروبوتات إذا تطلّب الأمر.
ختامًا، وجّه خوري تحيّةً إلى كلّ المصالح التي ساعدت على إنجاز المشروع لاسيّما مصلحة الأساتذة الجامعيّين ومصلحة الأطباء والصّيادلة والمهندسين ومصلحة الطّلاب في حزب القوات اللبنانية وأمِلَ انتهاء الأزمة سريعًا والشّفاء العاجل لجميع المصابين في لبنان وأنحاء العالم. كما أشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها مصلحة الطلّاب في "القوّات اللّبنانيّة"، إذ طرح بعض الطّلاب المتخصّصين في هذا المجال أفكارهم، ولبّوا نداء العمل الإنساني التطوّعي هذا بكلّ عزمٍ وحماس. وهكذا، يثبت حزب القوّات اللبنانيّة في كلّ مرّة وجوده وحثّه دائمًا للأفضل الذي كان وسيبقى السّباق والحاضر دائمًا أبدًا لمواجهة أيّ خطر يدقّ أبواب السّلامة العامّة.