أوقفوا هجماتكم العشوائية
الموقف JUL 21, 2019

ليست مستغربة تلك الحملات الهجينة التي لطالما تطال كلّ موقف سياديّ نتّخذه. فقد اعتدنا أن نكون دومًا من الأقليّات التي تسعى وراء السيادة والإصلاح، في حين تنصرف أغلب القوى وراء مصالحها وحساباتها الضيّقة...
غريبٌ بعضكم القادرُ على التفريط ثقة شعبٍ كاملٍ ومستقبلٍّ بدولة برمّتها مبعدًا عنه مسؤوليّة النهوض بهما والارتقاء بلبنان إلى المكانة التي يستحقّ.
والأغرب كيف يعمل هذا البعض على تشويه الحقائق واتلاف كلّ جهدٍ تغييريّ وصادق.
اتّهمتمونا أمس بالسّعي وراء الشعبويّة وقلتم فينا ما قلتموه من الشتائم والإشاعات...
حاولتم إضعاف موقفنا الرافض للموازنة ولم تفلحوا: فأمام الكلام الحقّ يخرس كلّ اتّهام باطل.
تريدون موازنةً ناكرةً لواقع حالنا المعيشي، تجترئ الانهيار بدلًا من تفاديه؛ موازنةٌ تقليديّةٌ غير مجديّة لمجاراة لظروفٍ استثنائية. أمّا نحن فأردناها موازنةً تجمّد نموّ الفساد وتيبّس شلوشه الممتدّة بين الإدارات والمرافق في الدولة.
عملنا على تحقيقها موازنةً شاملةً تعالج ببنودنا مكامن الهدر كافة وترتقي بها إلى مستوى التحديات التي نواجهها. لا، لن نقبل بموازنةٍ شكليّة توهم المجتمع الدوليّ الاصلاح بهدف كسب هباته.
على مدى شهرٍ ونيّف، أيّ منذ أواخر شهر أيّار، تحفّظ حزب "القوّات" عن بعض المواد في الموازنة مظهرًا في حوزته رزمةً من التعديلات الضروريّة وملوّحًا بعدم التصويت للموازنة في حال عدم الإلتزام بها. ليعود ويفنّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع منذ أسبوع مآخذ "القوات" على الموازنة عبر مؤتمرٍ صحافيّ معدِّدًا الثغرات التي تجاهلتها الحكومة.
كذلك، لم يتأخّر وزراؤنا عن تكرار نداءاتهم على مسامع المعنيين لأكثر من مرّة مركّزين على نقاط سدّ مكامن الهدر، من ضبط الجمارك ومنع التهرب الجمركي والضريبيّ، فخصخصة قطاع الاتصالات كما في باقي الدول المتطوّرة، وتشكيل مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان كما هيئة ناظمة لقطاع الكهرباء، وضبط التهريب الحدودي عبر المعابر غير الشرعيّة، لضبط التوظيفات العشوائية في الإدارات العامة...
ومع تهرّب الحكومة من مسؤوليّة إدخال التّعديلات التي طرحناها، أعلن تكتّل الجمهوريّة القويّة في أولى جلسات مناقشة الموازنة عن لسان النائب جعجع موقفه :"الموازنة ليست على القدر المطلوب، و"القوّات" لن توافق عليها."
هنا نسأل كلّ مصطادٍ في الماء العكرة: ألم تكن الإصلاحات التي طرحتها "القوات" لتزيد مداخيل الدولة مئات المليارات مخفضة بذلك عجز الخزينة؟
أيتحمّل واقع دولتنا بعد هذا الكمّ من التّراخي واللامسؤوليّة؟
ليتكم تنتهجون طريق السيادة قبل المزايدة على موقف "القوات"...
ليتكم تنجرون خلف تحقيق المصلحة العامة بدل انسياقكم وراء منطق "مرّقلي تمرّقلك"...

الموقف JUL 21, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد