المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
رفاقنا الشهداء... تحيّة وبعد،
السلام لكم وعليكم، يا من قدّمتم أغلى ما لديكم في سبيل هذا الكيان. بدمكم المبارك رَويتم تراب الوطن، أمّا بأجسادكم وبقايا أشلائكم فشكّلتم لنا الصخرة الصلبة لبناء وطن لبنان الحلم.
للأسف نقول لكم، لبنانكم لا زال بحلم، فكيف لا؟
لبنان أصبح لبنانات، والجمهوريّة تجزّأت لجمهوريّات، والـ10452 كم2 ذو سيادة منقوصة بقرارات مصادرة، وأجهزة عسكرية شرعية تعلوا فوقها ميليشيات وسلاح غير شرعي، لينتهي الأمر برئاسات ومؤسسات مكبلة.
نعم أتكلم عن لبنان، ليس لبناننا لكنه وطننا.
اليوم، يدقّ الخطر أبوابنا، وتتعرّض الصيغة اللبنانية والوجهان الثقافي والحضاري لتهديد لم يشهد له مثيلًا. أمام كل ذلك، نحن اليوم في صلب تحدٍّ كبير ومصيري. إذ لم تعد المسألة محصورة بالوجود المسيحي الحرّ في لبنان فقط، بل تعدّت هذا الأمر لتصبح مسألة وجود لبنان بحدّ ذاته.
فيا أعداء لبنان، حدّقوا جيّدًا إلى لائحة شهدائنا ولا تجرّبوننا مرة أخرى. عند كلّ دقة خطر، نحن جاهزون، ومع كلّ دقة جرس يولد العشرات والعشرات من المقاومين. وبالفم الملآن نقول لكم "هون كنا وهون رح نبقى إلى أبد الآبدين...
باقيين.
باقيين كرامة كل طفل انسلبت منه طفولته. باقيين كرامة كل دمعة إم سقطت مع كل شهيد سقط. باقيين كرامة كل بيّ قدّم حياته وحياة عيلته قرابين على مذبح الوطن. باقيين كرامة جدودنا يلّي نحتوا الصخر وسكنوا المغاور ورؤوس الجبال ليحافظوا على حرّيتن. باقيين كرامة كل شهيد سقى بدمه تراب لبنان. باقيين كرامة يوحنّا مارون يلّي خلق حرّاس لهالأرض لا بتنعس ولا بتنام".
وفي هذه الأيام، واجبنا أكثر من أيّ وقت مضى أن نكون خط الدفاع الأول عن لبنان وقلبه النابض. وكما كنّا على مر التاريخ، سنبقى. والدعوة لجميع أحرار الوطن لنكون حرّاس الأرز والجمهورية، ولنجمع قوانا على هدف واحد وأوحد: قوات لبنانية من أجل لبنان والإنسان.
رحم الله شهدائنا الأبرار، عاشت المقاومة اللبنانيّة ليحيا لبنان.