القوّات في مواجهة السلطة
مساحة حرة JAN 25, 2021

في ظلّ الوضع الدقيق الذي نمر به على الأصعدة كافة، بات الشعب اللبناني كقبائل منسيّة في العصر الحجري حيث لا سلطة ولا دولة تنظر إليه. يعيش الشعب تحت وطأة الفساد، ويعاني مشاكل تفوق قدرته ووضعًا صحّيًا هشُّا بسبب فشل وإهمال السلطة المتسلطة. أمّا الاقتصاد فوقع في كارثة ووضع يرثى له.

الطبقات الاجتماعية في تفاوت كبير، إذ بات أكثر من نصف الشعب اللبناني ما دون خط الفقر. نعاني شحًّا في المستلزمات الطبية والمواد الغذائيّة والكهرباء والمحروقات. والدولة أو ما يُقال عنها سلطة فهي غائبة وتستوي على فراش النّهب والسرقة، ولم نراها يومًا تعمل لمصلحة الشعب اللبناني. أقوال تهمس على مسامعنا وما من تطبيق نلمسه على الأرض. وبدلاً من أن تخجل من فشلها وبطشها وتفسح المجال للأيادي البيضاء، ها هي اليوم تبرز أنياب فجورها.

دولة من دون حكومة وغير قادرة على إعانة شعبها، ولا حتّى على إدارة الأزمات. دولتنا ترفض توزيع المساعدات الخارجية، وكأنّ الحكام يتعمّدون إذلال اللبنانيين وقتلهم. دولتنا تقف عائقة أمام الإصلاح وتحاول إظلال النور الذي يصبّ في مصلحة المجتمع.

أما من ناحية أخرى، فيجاهد حزب القوات اللبنانية من دون تعب ويعمل بصمت وكدّ على أرض الواقع. لسان قيادته لا يكفّ عن محاربة الفساد قولًا وفعلًا. يقف وشعبه مواجهًا خلل السلطة الحاليّة ومؤمناً بقدرته على المحاربة في ظل غياب الدولة وتخلّيها عن مهامها.

وأتت خطوة مستوصفات الأرز من سلسلة الخطوات التي اعتمدها حزب "القوات" لمساندة شعبه في محنته. إذ ساهم بتوفير دواء أيڤرمكتين مجانًّا بشرط إبراز الوصفة الطبية ونتيجة فحص الـPCR وصورة عن الهوية، للجميع من دون استنسابيّة أو تمييز لأن العمل الإنساني لا يفرّق طائفة أو دين. يُستعمل هذا الدواء لمعالجة مرضى كورونا وأُثبتت فعّاليته دوليًّا. وفي الجهة المقابلة، يُباع في السوق السوداء بسعر باهظ، والوزير المسؤول على علم بأنّه يباع بأكثر من ١٠٠ ألف ليرة للحبة الواحدة. احتدّ الوزير حمد حسن غضباً من عمل "القوات" الجدّي، ومنفعلاً من ضعف عمله وفشل وزارته، ما دفعه لضبط كميّة الدواء المتوفرة، ومتجبّراً على الحق بحكم الميليشيا.

وكيف لنا أن نفسّر أيضًأ توقيف السلطة لمستشفى رزق من الإكمال في التوسيع أمام المستشفى في زيادة أسرّة لمرضى كورونا بحجة عدم حصول المستشفى على رخصة في هذا الوضع الدقيق والإنساني الذي يعانيه الجسم الاستشفائي والطبي جراء كورونا والوضع الاقتصادي؟

 

ولتأكيد ما ذكر سابقاً من عملية مبرمجة لقتل الشعب وإتقان فن الإجرام ضده، فهم ينقضّون على كل مبادرة تعطي بصيص أمل لمساعدة الناس. أين أصبحت المساعدات الطبية المرسلة من الخارج؟ هل تحوّلت إلى صفقات لتحويل أموال إلى جيوبكم؟ أم أصبحت دعمًا مُهرّبًا إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد؟ لا نطلق هذه الأسئلة عشوائيًا ولا نطلقها للترفيه، بل نطرحها على المعنيين ولا بدّ من الإجابة والتوضيح عن سبب ارتكابهم هذه الأخطاء القاتلة والمميتة، ووزارة الصحة هي على رأس المعنيين.

أكملوا في هجوماتكم وسرقة شعبكم، فلن تخيفوننا وسنكمل في مسيرتنا لمواجهتكم ومحاربة فسادكم، ولكم بالمرصاد. سنبقى في خدمة المجتمع لبناء دولة مؤسسات حضارية، حيث لن يكون لأمثالكم مكاناً. فما من أحد سيصطاد في الماء العكر لأن الشمس شارقة والناس شاهدة.

مساحة حرة JAN 25, 2021
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد