الموقف: عقدة الكلّ... حلّالة العقد!
الموقف NOV 04, 2018

أمسى تشكيل حكومة العهد الاولى الموضوع الأكثر تداولاً، اذ ان المواطنين سئموا من الوضع الاقتصاديّ والسّياسيّ والاجتماعيّ المزري، وقد ملّوا من الكلام الفارغ دون نتيجة ملموسة.


فعلى عاتق من يقع اللّوم؟
 
ان تشكيل هذه الحكومة اصطدم بحواجز كثيرة، منعها من الخروج من نفقها المظلم لتبصر النّور. فكان بعض الفرقاء يتّهمون "القوّات اللّبنانيّة" بانّه المعرقل الأوّل والأساسي للحكومة، ولكن العكس هو الصّحيح، اذ انّ "القوّات" قد سهّل عمليّة التّشكيل، وعلى قول النائب عقيص انّ "القوّات" أهدى العهد "تنازلا" بعيده الثّاني. الدّليل على ذلك هو قبول "القوّات" بالتّسهيلات المعروضة عليه، رغم انّه يحق له و بحسب تمثيله الشّعبي وعدد نوابه بأن يحصل على وزارات اكثر، أو اقلّه على وزارة سياديّة. وقد اعتبر البعض انّ قرار "القوّات" بالمشاركة هو انكسار وانهزام، فبالنسبة لهؤلاء ان الوزارات المعطاة لـ"لقوّات" هي غير مهمّة، و لكن بالنّسبة لـ"لقوّات" لا يوجد وزارات حقيرة انّما اناس حقيرون وانّ كلّ الوزارات مهمّة وما ينجحها هو العمل الجدّي والدّقيق، فالمثال على ذلك عمل وزراء "القوّات" في الحكومة السّابقة الذين أثبتوا عن نزاهة العمل السّياسي ونظافة الكفّ فحصدوا نجاحات عديدة ترفع لها القبّعة. على "القوّات" ان يثبت عزمه ويدع الأيّام تبرهن ما هو قادر على ان يثمره وانّه سيحافظ في الحكومة الجديدة على صورته النّظيفة.

والدّليل الأكبر على انّ "القوّات" هو جدير بالثّقة وقادر على تجاوز ايّ تحدّي يتسلمّه، هو انّه حقّق الانتصارات على عكس الأحزاب الأخرى الّتي تعاني من فترة هبوط ممّا ادّى الى فقدان الثّقة بهذه الأخيرة. وهذا الواقع قد ترجم في نتائج الانتخابات الجامعيّة حيث حقق "القوّات" انتصارا كاسحا فيها (جامعة سيدة اللّويزة بفرعيها الزوق وبرسا، جامعة القدّيس يوسف، الجامعة الأميريكية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميريكية بفرعيها جبيل وبيروت)، آملين أن تستعيد الجامعات الأخرى، وبالأخص الجامعة اللّبنانيّة، حقّها بالانتخاب وهو حقّ أساسي لكلّ الطّلاب الجامعيّين. ان حجم "القوّات" لا يقاص بعدد الوزارات، انّما بالتّمثيل الشّعبي بالانتخابات النّيابيّة وقد حصد "القوّات" فيها ١٥ نائباً، بالاضافة الى الانتخابات الجامعيّة الّتي لم يعرف فيها "القوّات" طعم الخسارة في ايّ جامعة جرت فيها الانتخابات.


على "القوّات" إذاً، ان يتابع عمله بجديّة و على قدر تطلّعات الشّباب الذين وضعوا ثقتهم به، ويكون مثال للأحزاب والقوى الأخرى وذلك للتّكاتف والتّعاون سويّا من أجل بناء لبنان الحلم، اذ بات معروف عن "القوّات" بأنّه لم ولن يرفض الحوار يوماً. فمن إذاً مستعد لوضع يدَه بيدِه لانقاذ البلد من مأساته؟

الموقف NOV 04, 2018
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد