جبهة خلاص لبنان
الموقف FEB 23, 2021

ويل لأمة سياسيّوها يلتهون بحصصهم الوزارية ويحكمون بالبلد، بينما ينهمك المواطن بتأمين ما يمكن تأمينه من حصص غذائية لإشباع حاجاته وحاجات عائلته. لا يمكن للبنان تحمّل أي تأجيل لأيّ استحقاق. ولا بد من تشكيل الحكومة في أسرع وقت، نظرًا إلى الأزمات المالية والصحية التي يمرّ بها. فلا زلنا منذ آب 2020، أي حوالي ستة أشهر منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد انفجار ٤ آب، من دون حكومة تنقذ لبنان ممّا هو عليه. وبعد تكليف السفير مصطفى أديب واعتذاره بسبب عدم اتّفاقه أو خضوعه لمطالب الأكثريّة الحاكمة، كُلّف سعد الحريري للمرة الثالثة في عهد الرئيس عون وذلك بعد اتصالات حثيثة قام بها الحريري لإقناع الكتل بالتصويت له لأنّه يريد إنجاح المبادرة الفرنسية عبر تشكيل حكومة اختصاصيّين مستقلين.

 

إذًا ما الذي يعيق تشكيل الحكومة؟ وما هي الحلول؟

يشير الرئيس المكلّف إلى أنّ المشكلة قائمة على إصرار رئيس الجمهورية وتيّاره على الحصول على الثلث المعطل في الحكومة للتحكّم كاملًا بها. أمّا رئيس الجمهورية فيتّهم الحريري بتفرّده بتشكيلها خلافًا للمادة ٥٣ فقرة ٤ من الدستور التي تنصّ على أن: "يُصدر (رئيس الجمهوريّة) بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة...". أي على الحريري مشاركة عون في التأليف.

إلّا أنّ السبب الأوّل والأخير هو الأكثرية النيابية الحاكمة في السلطة والمؤلفة من التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، أو كما يسمّيهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالثلاثي المرح الذي لا أمل مرجو منه بتنفيذ أي إصلاح. لهذا السبب لم يسمِّ تكتل الجمهورية القوية سعد الحريري لتشكيل الحكومة، لا بسبب شخص الحريري، إنّما لأنّ هذا الثلاثي لن يسمح له بتشكيل حكومة كما يريدها هو أي حكومة اختصاصيّين مستقلّين، وإن نجح الحريري فلن ينجّحه الثلاثي.

 

في ظلّ كل هذه المعطيّات، ما الحلّ إذًا للخروج من هذه الأزمة؟

لا تتعلق المسألة بحكومة أو بقرار دولي أبدًا، ولا بمبادرة محليّة ولا إقليميّة. فالحلّ يكمن في صميم المعارضة اللبنانيّة! "مرتا مرتا، إنّكِ تهتمّين بأمورٍ كثيرة، إنّما المطلوب واحد"، وهو تشكيل جبهة معارضة موحّدة قويّة، تمنع الأكثريّة الحاكمة من إيصال الدولة إلى الانهيار الكامل، وتساهم في التخلص من هذه الأكثرية النيابية عبر الانتخابات النيابيّة، إن كانت مبكرة أو في موعدها. ويذكرنا هذا الظرف بالوضع في العام ٢٠٠٥، عندما تشكّلت جبهة معارضة أو بما تُعرف بـ١٤ آذار، في وجه المنظومة الحاكمة آنذاك وأسقطتها بعد الانتخابات النيابية. فالمطلوب تشكيل جبهة معارضة بالشكل التي كانت فيه ١٤ آذار، لإيصال أكثريّة نيابيّة جديدة تخلّص ما تبقى من سيادة لبنان واستقلاله وإمكاناته على البقاء. فحزب القوات اللبنانية وبشخص رئيسه سمير جعجع يسعى جاهدًا إلى تحقيق هذا المسعى كما ذكر في إحدى المقابلات له مع "L'Orient Le Jour": "ناقشنا داخل الحزب وفي عدة مناسبات فكرة تشكيل جبهة موحّدة تتمتع بهامش مناورة يسمح لها بإحداث انفراج في المشهد السياسي[...] ‏ أجرينا اتصالات لتشكيل جبهة معارضة ولا نزال نواصلها، لكننا نواجه عقبات كبيرة".

باطلًا يتعب البنّاؤون في ظل سلطة لا تحترم قوانينها وتعيّن موظفيها عبر المحاصصات وليس الكفاءات. وفعلًا، باطلًا يتعب المحاولون في ظلّ أكثريّة نيابيّة غير آبهة بلبنان واستقلاله وسيادته، بل بتحقيق مصالحها وأهدافها ومكاسبها.

الموقف FEB 23, 2021
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد