آخر صفحات مذكرات المقاومة....
الموقف SEP 21, 2017

فصلُ جديد افتتحته القوات اللبنانية في كتاب مذكراتها. وعنونته "سيادة، شراكة، محاربة للفساد". فكان هذا الفصل جديداً في أكثر من مجال. أطلق مفهوماً جديداً للسلطة، كما للتشريع وسنّ القوانين والممارسات السيادية. 


صفحات هذا الفصل ليست مختلفة عن ما قبلها، فالفصل الجديد على لبنان، ليس جديداً علينا. فهو تكملة لمئات الفصول اللتي سبقته وسيؤدي حتماً إلى فصل يليه أكثر إشراقاً.


تمحورت آخر صفحات هذا الفصل حول سيادة باتت شبه معدومة، شراكة مفقودة، ومحاربة لفساد ضرب البلاد حتى وصل صميمها. سيادة، شراكة، وحرباً على الفساد. 


لم تقبل القوات اللبنانية أن يستفرد حزب الله على الساحة الأمنيّة اللبنانيّة، مدركة أبعاد معاركه الإفتراضية في جرود عرسال. وسرعان ما بان المستور واتضحت أبعاد عمليّاته العسكريّة. فهمّ حزب الله الأكبر كان إبعاد داعش عن متناول يد الدولة خوفاً من كشف حقائق لا ندري مدى خطورتها أو أبعادها. هذا الأمر اللذي يعتبر انتهاكاً لسيادة الدولة اللبنانية، كانت القوات اللبنانية حريصة على إبراز أبعاده منذ البداية، حتى أنها كانت بالمرصاد منذ دخول حزب الله المعترك السوري قبل سنوات. وكانت الداعم الأكبر للجيش اللبناني وأصرّت على قدرته على ضبط الحدود بكفائة. لن نقبل أن تستباح السيادة اللبنانية، فهي صمّام أماننا والضمانة لأمن البلاد.


أمّا بما يتعلّق بالشراكة، تعمل القوّات اللبنانية على إشراك كل اللبنانيين في القرار ليكون جامعاً، برعايتها، خاصة بعد نجاح تجربتها مع أشرس خصومها العماد ميشال عون. وهي اليوم تسعى لمدّ الجسور مع تيار المرده آملة بالوصول إلى صيغة ما تبقي الحزبين على تواصل وتنسيق. كمّا وتعمل القوات اللبنانية على إشراك وجوه جديدة في لائحتها الإنتخابية، فكانت اللاعب الأبرز حتى الآن في هذا المجال. إن التوفيق لا يعني المساومة والتخلّي عن المبادئ، وهذا ما أكّدناه على أكثر من منبر وفي أكثر  من مناسبة. إن الشراكة ضرورة اليوم لإنقاذ البلاد، فشدّ الحبال بين الخصوم خلق حال من الجمود السلبي انعكس سلباّ على الأمن والإقتصاد. 


أخيراً، فيما يتعلّق بمحاربة الفساد، كان للقوات اللبنانية الموقف الحازم والإعتراض الواضح خلال جلسات الحكومة ومجلس النواب. وعملت  على إصلاح الأمور والبحث عن الحلول. إن رمي العصي في الدواليب لا يجدي، والتصاريح والمزايدات لا تؤدي إلى نتيجة. الوضع الرديئ الذي وصلنا إليه، بحاجة لحلول سريعة وفعالة لتحسينه، فبتنا الآن على شفير الهاوية. أمّا وداخلياً أخذ وزراء القوات القرارات الجريئة داخل وزاراتهم وهم يعملون يوميا ولا ينكفؤون يحاولون دون ملل تصويب الأمور داخل مجلس الوزراء لتقرّ المراسيم والتشريعات وفق الأسس السليمة.


إن القوات اللبنانية، باقية هي هي، وستبقى، وسنبقى هنا. هذا ما أعلنّاه في قداس شهداء المقاومة اللبنانية. نحن هنا، وسنبقىى كما كنا، ولن نحيد، مقاومة دائمة في سبيل لبنان. وفي سبيل لبنان نعمل لصون سيادته، وإشراك اللبنانيين أجمعين لنصل سيوياً إلى مبتغانا الذي هو مصلحة الوطن والمصلحة العامة، وطبعا محاربة الفساد.

الموقف SEP 21, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد