صرخة أمل
مساحة حرة JUL 29, 2020

أردت الكتابة والتعبير عمّا يجول في خاطري منذ وقت طويل، لكنني تردّدت بضع مرّات متحججًا ومستندًا إلى ذرّة أمل أو حفنة بصيص. عبثًا كالأمراض المزمنة وبعضها لا علاج لها في بلد كلبنان يقترب أكثر فأكثر إلى نقطة اللّاعودة.

 

لبنان يحتضر أيّها السّادة الكرام، لبنان على فراش الموت وشعبه كأموات على قيد الحياة. لا يقتصر السبب على السياسات المتبعة أو سلاح حزب الله غير الشرعي فقط، إنّما السبب الرئيسي هو سكوتنا وصمتنا وعدم محاسبتنا للقتلة الذين دمّروا وما برحوا يفتكون في هذه الأرض المقدسة.

 

إلى متى سنبقى صامتين وراضخين؟ إلى متى سنبقى سجناء لخيال يرى الأمل بين سلاسل حديديّة؟

 

نحن من نصنع الأمل والمجد، فكيف لأمل أن يصبح حقيقة إن لم نكافح من أجله؟ نحن من ولدنا من رحم المعاناة والخبرة، نحن من عشنا حروبًا اقتصاديّة واجتماعيّة... كيف لنا أن نقف في الذلّ أمام حكّام فاسدين ووصوليّين؟

 

الغلاء اجتاح البلد، والفقر نخرَ بيوتنا إلى حدّ لجوء بعض العائلات اللبنانيّة لبيع أي شيء بغرض شراء الحليب لأطفالها. أزمة معيشيّة لا مثيل لها ولا نظير، والمؤسف أنّ الحلول موجودة. إنما السؤال الأبرز لماذا السكوت على جريمة بهذه الفظاعة بحق كرامة شعب أحب الحياة أكثر من أي شعب آخر في العالم؛ بحقّ شعب قاوم وناضل وجاهد من أجل بناء وطن لطالما كان حلم بالنسبة إلى الكثير.

 

إنّنا اليوم أمام مرحلة مفصليّة؛ إما الرضوخ أو المواجهة بشتّى الطرق المتوفرة لدينا. مستقبلنا وآمالنا، أضحت من إبداع مخيّلاتنا، وغصّة في القلب تارة ودمعة في العين تارة أخرى. الأمل لم ينته بعد، إنما بحاجة ماسّة إلينا، بحاجة ماسّة إلى كل شاب وصبية يحلمان بغد أفضل.

 

أطفأوا صفقاتهم الملوثة على جسد أحلامنا وطموحاتنا. كسّروا أعقاب الفساد وحاضروا بالعفة، إلى أن استوت صورة مستقبلنا بين أدراج الدمار، ولاح في الأفق صدى الهجرة، وفي دقات صدورنا وقع أجراس اليأس.

 

خيط الأمل لا ينقطع، وكلّما طغى دخان الأمل على سماء فكرنا، يعود حب لبنان ليحفر فينا العزم والقوة. يعود لينحت على جبيننا عنوان ثورة.

 

ثورة على كل ظالم أراد من لبنان بلد عنوانه الفساد. ثورة عنوانها استعادة كرامة كل لبناني مظلوم. ثورة مفادها الحق والحقيقة. ثورة متكاملة لمحاسبة كل هذه الطبقة الفاسدة المتمسكة بالحكم منذ سنوات، وفي صلب عنوانها الوعود الفارغة والمستقبل المظلم.

 

أيها السادة نحن جيل شباب لبنان. نحن عنوان فخره وصموده ومقاومته. الهجرة ليست الحل الأنسب والتّطلع إليها من دون محاولة التغيير هي جريمة وطنيّة.

 

فلذلك لبنان بحاجة ماسة إلى اللبنانيين الشرفاء لبناء وطننا. لبنان المستقبل، لبنان الحُلم ينادينا!

مساحة حرة JUL 29, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد