أين "القوات" ممّا يحصل في الوطن؟
مساحة حرة SEP 11, 2020

يستمد حزب القوات اللبنانية قوّته وسلطته من قاعدته الشعبية التي لطالما انبثق منها، الأمر الذي جعله متجانسًا مع المجتمع اللبناني بمطالبه وهواجسه وكل ما يهدّده. وقف الحزب في وجه السلطة من داخل الحكومة ضدّ فساد السلطة الحاكمة وسوء إدارتها، عبر معارضة وزراءه لممارسات الحكام الفاسدين في ظلّ بلد يقف على شفير الإفلاس.

 

وقد حذّر حزب "القوات" في تصريح رئيسه، سمير جعجع، في قدّاس شهداء المقاومة اللبنانية في 1 أيلول ٢٠١٩، من تردّي الوضع وضرورة القيام بخطوات فعّالة للحؤول دون الانهيار. كما نادى من طاولة حوار بعبدا بضرورة استقالة الحكومة آنذاك، بعدما تبيّن فشلها ونادى بتشكيل حكومة اختصاصيّين مستقلين للتنفيذ الإصلاحات الفعّالة والجدية.

 

اندلعت ثورة ١٧ تشرين التي طالبت بما كان ينادي به حزب "القوات": استقالة الحكومة وتشكيل حكومة من اختصاصيّين ومستقلين تعفي البلد من الانهيار الاقتصادي والمالي. فكان حزب القوات اللبنانية أوّل من لبّى نداء الشعب ووقف إلى جانبه في ثورته، ودعمه عبر الإسراع إلى الاستقالة من الحكومة والمطالبة الحثيثة بحكومة إنقاذ مستقلة.

 

أمّا على الصعيد التشريعي، وفي ظلّ ما أفرزته الانتخابات النيابية الماضية من ثقة بحزب القوات اللبنانية عبر انتخاب خمسة عشر نائبًا من تكتل الجمهورية القوية، تقدّم التكتل باقتراحات قانونية جدية للحدّ من الفساد والسّعي إلى استقلالية القضاء والتخلص من المحسوبية، وذلك باعتماد مبدأ الكفاءة في التوظيفات العامة.

 

على الرغم من كل الإنذارات التي أطلقها حزب "القوات" للتّحذير من الانهيار، إلا أنّ آذان المسؤولين لم تصغِ. ومع مطالبته بالإصلاحات في قطاع الكهرباء والاتصالات، ومناجاة المعنيّين لإغلاق المعابر غير الشرعية التي تكبّد خزينة الدولة خسائر فادحة، لم يلقَ أي جواب في ظل تشكيل حكومة حسان دياب. لم تستطع هذه الحكومة أن تعالج الأزمة وتابع البلد طريقه نحو الهاوية، وكان انفجار المرفأ المفجع في الرابع من آب الضربة القاضية.

 

كانت تداعيات هذا الحدث هائلة وحطت بوطأتها على بيروت وضواحيها كما على سكانها، ذلك بسبب قلة المسؤولية المتشعبة في أوصال الدولة اللبنانية. خطّ الرابع من آب نهاية حكومة حسان دياب التي خذلت الكثيرين، فما كان من حزب القوات اللبنانية إلّا أن طالب بمحكمة عدل دولية لمحاكمة المسؤولين وباستقالة جدية لمجلس النواب بكافة أعضائه، أو التصويت على اقتراح القانون المقدّم من قبله لتقصير مدة ولاية المجلس للوصول إلى انتخابات نيابية مبكرة.

 

على الصعيد الدبلوماسي، ومع محاولات حزب الله لجرّ لبنان إلى محاوره الخارجية وإدخاله في الصراع الإقليمي وتعريض البلد للعقوبات الأميركية، ومع الضغط الدولي على الدولة للتحرر من سطوة هذا الأخير والإطاحة به وحلفاءه، كان حزب "القوّات" الوحيد الذي وقف ينادي بمواجهة سياسة لبنان الخارجية التي اعتمدتها الدولة اللبنانية وفقًا لمشيئة الحزب.

 

في ظل هذا الوضع، صدحت مطالبات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التي نادت بالحياد الإيجابي للبنان للخروج من الصراعات الدولية، وطالب بنزع كلّ السلاح غير الشرعي. وهكذا انسجم حزب "القوات" وتحركات بكركي لأجل لبنان، ودعم الحزب مواقف البطريرك وتحركاته على الصعيدين المحلي والدولي.

 

لا يترك حزب "القوات" أهله مهما اشتدت الصعاب. فمع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتردي الوضع المالي، وقف الحزب بمؤسساته الاجتماعية إلى جانب كل محتاج عبر توزيع حصص غذائية ومستلزمات معيشية. لكن بعد انفجار مرفأ بيروت الذي قضى على الأرواح ودمّر الأملاك وشرّد الآلاف، كان حزب "القوات" جاهزًا لمساعدة المنكوبين عبر إنشاء خليّة أزمة انكبّت على رفع الأنقاض والمساعدات اللوجستية، وإنشاء لجنة برئاسة الوزيرة السابقة مي شدياق، لتنسيق عملية التبرعات وإعادة الإعمار والترميم لكلّ العائلات المنكوبة على حد سواء.

 

على أمل أن يستعيد وطننا لبنان عافيته وأن ننقذ أنفسنا من هذه الفجوات التي أرهقت كاهلنا، وسيكون حزب القوات اللبنانية إلى جانب لبنان مقاومةً من أجله ومن أجل العيش الكريم فيه.

مساحة حرة SEP 11, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد