في القرن الواحد والعشرون، لا يزال لبنان يعيش في الظلمة ويعاني من مشكلة التيار الكهربائي منذ ما يقارب النصف قرن.
فقبل العام ١٩٧٥، كانت التغذية بالتيار الكهربائي في لبنان ٢٤/٢٤، وكان لبنان يمد سوريا بالكهرباء، واليوم انقلبت الأدوار، وأصبح لبنان بحاجة لمن يمده بالكهرباء.
بين العامين ١٩٩١ و١٩٩٢ كانت الكهرباء مؤمنة بحدود ال ١٨ ساعة يومياً، رغم خروج لبنان لتوه من الحرب.
وبعد أن حطت الحرب رحالها ورغم كل توقعات الإزدهار، وعلى الرغم من مشاريع الإعمار، التي قامت ابان عهد الرئاسة الأولى في الجمهورية الثانية بعد اتفاق الطائف.
بقيت مشكلة إنقطاع الكهرباء والخطة الموعودة بالإصلاح أضغاث أحلام.
لا يزال لبنان حتى اليوم غارق في الظلمة وجباية فواتير الكهرباء مقتصرة على مناطق معينة هي نفسها التي تدفع الغرامات ومخالفات السير والبناء، وتحت سيطرة دولة القانون، تسدد فاتورة الكهرباء وباقي الفواتير عنها، عن باقي المناطق وعن النارحين.
شهد لبنان اخيراً تجربة رائدة في كهرباء زحلة ٢٤/٢٤ فما كان من المتضررين في ليلة ظلماء التعويض على هذا المشروع الواعد واصابته في الصميم.
انقطاع الكهرباء مشكلة ثلاثية ان لم نقل رباعية الابعاد: اقتصادية- اجتماعية- سياسية واصلاحية.