نعم وقفنا صفًّا واحدًا لدعم رئاسة الجُمهوريّة ولتوحيدِ المسيحيين وتحقيقِ قوّةٍ مسيحيّة وازنة، فإستثمرَ البعضُ ما حصدناه لا للإصلاح بل ليحاولَ عزلَنا من السّلطة لأنه مدركٌ أنّنا سنفعلُ ما لا يريدُه، وهو أنّ من يبني رأسَ الهرم برسِمِه طريقَ الجمهورية، قادرٌ على الدّخول الى الباطن كاشفًا الحقائقَ وأوبئة الدّولة.
فخاف هذا "البعض" على فساده من غيرتنا على وطننا، ومن إصرارنا على بناء دولة قويّة، فاِتّخذ مواقفه لحماية مناقصاته في مصلحة لبنان.
إنَّ سلاطين الفساد لن يتنازلوا لا سيما بعد أن بان عملَ وزرائنا الشفّاف في الحكومة السّابقة والّذي كان كفيلًا بالضغط عليهم والإضاءة على أعمالهم، فبثلاثِ وزارات معادية للفساد بعملها، أوضحنا مفهوم نوعيّة العدد وليس عدد النوع وتوضحت مفاهيمُ الأحجام بالمواقف السّياديّة. بالتّالي، نعم "القوّات اللّبنانيّة" هي الرّقم الصّعب، الرّقم الّذي غيّر منطق الحسابات.
فإنّ ثلاث وزاراتٍ، تُمارِسُ مهامّها وفقًا لقاعدة الدّستور والقانون والشّفافيّة والمؤسسات الدّستورية والرّقابية وهي بالتّالي أكبر من ٣٠ وزارة لا تصلح لتأمين أقلّ ما يحتاجه المواطن. و١٥ نائبًا أكبر من ١٢٨ نائبًا! فمن ربح الإنتخابات بثقة النّاس نتيجة مشروعه الصّلب لمصلحة الدّولة والشعب والجيش وضاعف عدد نوّابه بكتلة من حرّاس شرفاء بنضالهم لا يتعبون ولا يتأخرّون في تجسيد ذلك المشروع، الّذي يُجسّدُ قيمةً أكبر ممن يصيغ قراراته بقرارات مناقضة لنفسه ويقبل أن يخذُل وينخذل .
نعم هذه هي حساباتنا بالكرامة والنزاهة، بالرّجولة والقيادة، بالمواقف الصّحيحة والتمسّك بتلك المواقف.
ونعم يريدون عزلنا متناسين أننا عندما عُزلنا بالموت اكتسبنا الشهادة بصفة أبطال، وعندما عُزلنا بالزنزانة زاد اصرارنا على مواقفنا وكرامة وطننا، فكيف اليوم؟
أقوياء كنّا وسنبقى، حريصون على بقاء وطننا لبنان حرًّا سيّدًا كريمًا، وبمواقفنا السّياديّة سنتمسّك حيث لن يجرؤ الآخرون، وسنساهم معهم ببناء الدّولة، لأنّ "القوّات اللّبنانيّة" ستكون المدرسة الّتي تلهم سياساتهم وأهدافهم وتحفّزهم على التغيير ففي كلّ مرّة تنجح فيها "القوّات" سيضغطون ليسيروا قرب هذا النّجاح خوفًا من أن تزيد قوّة الضوء المسلّط على أوكارهم، خوفًا من أن تتفتّح أعين النّاس على الواقع، وسيقابلون النّجاحات بمبادرات تكسّر مواقفهم فنجاح "القوّات" سيفرض واقعًا صعبًا عليهم يدفعهم للمنافسة الإجابيّة فيشاركوننا مشروع الدّولة رغمًا عن فسادهم.
وهكذا تكون "القوّات" الرّقم الصّعب بذاته وهكذا يكون العدد بقلّته أقوى من كثرته.
وتسألون حتى اللّحظة... لماذا "القوّات اللّبنانيّة"؟