مش لأنّ حكّامك ما وجّعوني كفاية، مش لأنّي ما خسرت كفاية ذكريات وناس عأرضك، ومش لأنّي ما بكيت وما انقهرت. لأنّ يا لبنان، إذا بدي فكر بكلّ هالأمور، كنت هلأ عم ضبّ الشنطة متل كتار غيري، وفالّة وما كان معي وقت إكتبلك. بس أنا ما بدي ضبّ الشنطة، وما بدي فلّ!
أنا باقية هون لأنّي بحبك، ويلي بحبّ ما بيترك. يلي بحبّ بيبقى لو شو ما صار، ولو شو ما كانت الظروف! أنا باقية هون لأن كلّ عمره اللبناني بيوقف حد خيّو اللبناني. باقية هون لأنّي مؤمنة بقديسيك يلي ما بيتركوك ولا رح يتركوك. باقية هون لأنّ ما رح أعمل متل يلي خربوك، ما رح خونك وما رح بيعك عأوّل مفرق. باقية هون لأن ما تعلمت اشرب من البير وإرمي فيه حجر.
مش أنا يلي بتركك، لأن شعبك بتلبقله الحياة، والحياة بدّا شجاعة وأنا عندي شجاعة كفاية لإبقى هون. مش أنا يلي بتركك، لأنّ إنت بدّك إصلاح وإذا فلّينا كلنا ما بيبقى مين يعمل إصلاح. مش أنا يلي بتركك، لأنّ ما تعوّدت أهرب ودير ظهري لبلدي وهو وموجوع. مش أنا يلي بتركك لأنّ بعد العاصفة إلّا ما تشرق الشمس!
يا لبنان أنا ما بفلّ لأن بدي ياك تقوم! تقوم عإجريك وتشحط يلي استغلّك! أنا ما بفلّ لأن بعد عندي أمل، والأهمّ بعد عندي إيمان فيك وشعبك التقي يلي رح يوقف مسند كرمالك.
أنا ما بفلّ لأني بنت الناس يلي بقيوا ودافعوا عنك، وخلطوا دمّن بترابك المقدس. 15 ألف بطل قدّموا حياتن عأرضك وتحت سماك... قلّي بس كيف فيني فلّ؟