هو كيروز بركات، القائد الذي سطر ملاحم البطولة في كل عملية نفذها أو معركة خاضها، لقب بـ" قمر عين إبل وبدر الجبل"، منذ الصغر برزت شخصيته القائدية وتبلورت بعد إلتحاقه في صفوف المقاومة اللبنانية مع القائد المؤسس الرئيس الشهيد بشير الجميل.
يروي السيد مالك بركات شقيق الشهيد لموقع "طلاب القوات" ذكريات لا يمكن أن ينساها عن شقيقه، "فهو من أسس فوج كشافة السيدة في عين إبل، ومع بداية الحرب اللبنانية إلتحق بصفوف القوات اللبنانية مع المؤسس بشير الجميل وأصبح أحد أهم الضباط في هيئة الأركان في "القوات" وشارك في جميع المعارك، من معرمة شكا إلى تلّ الزعتر ومعركة الجبل وزحلة وغيرها".
يتابع بركات الحديث عن شقيقه قائلاً: "في العاشر من أيلول من كلّ عام نحي ذكرى إستشهاد كيروز ونرفع الصلوات من أجل راحة نفسه، هذه الذكرى إنطبعت في ذهن شباب عين إبل والجوار، صورة قائد لم يهاب الموت أبداً، فرافق البشير في خطواته إلى أن أصبح من أقرب المقربين له مع توليه رئاسة الأركان، وهو من أبى الموت إلاً واقفاً في أرض المعركة فكان مثالاً لعدد من هؤلاء الشبان الذي تحولوا إلى منظمين أساسيين في القداس السنوي لراحة نفسه".
وأشار بركات إلى أن "إسم أخيه كان يتداول في المجالس المحلية كما الدولية وما من أحد تمكن من أن ينسى هذا القائد وبعد مرور 33 عاماً على لإستشهاده ما زلنا نشعر بكل بصمةٍ تركها في رفاقه ومحيطه"، مستطرداً انه لا يمكن إلا أن يكون كيروز بركات مثالاً يحتذي به عدد كبير من القواتين كباراً كانوا أم صغار".
وختم قائلاً: "كنت من المناضلين في صفوف المقاومة اللبنانية إلى جانب أخي الشهيد، قضيتنا عمرها أكثر من ألف سنة، وعلى الجميع أن يتذكر أننا أبناء مسار تاريخي مقاوم كبير فنحن أبناء يوحنا مارون وآلافٍ من الشهداء والقضية مستمرة بفعل الإيمان بها، وأدعوا الجميع وبالأخص الشباب إلى طرح "الخمول" خارج حياتهم لأنه سمٌ قاتل، وما من مجالٍ أمامنا للعودة إلى الوراء"... مضيفاًن شباب اليوم بحاجة إلى القائد الحكيم الذي يستطيع أن يجمع الشباب من حوله يسمع إلى تطلعاتهم وهواجسهم، وبالتالي هذا القائد الحكيم يذكر الشباب بتضحيات من سبقهم، ليكونوا على الطريق الصحيح فيمسيرتهم ويدركوا أهمية تفعيل هذا ادور في المناطق البعيدة جغرافياُ عن العاصمة".
وتوجه للطلاب قائلاً: "هذه أرض أجدادنا وأسلافنا، من هنا لا مجال أمامكن بالتلاعب بها أو التراجع عن حماية أرضنا وجذورنا، وعملهم اليوم على تنظيم وتحضير القداس السنوي لكيروز دليل قاطع على إندفاع شبابنا وتعمقهم بالقضية".
من هنا أكد نائب رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية"، جيمي بسوسي أن "مصلحة الطلاب أولت أهمية خاصة للمناطق البعيدة "جغرافياً" وبخاصةٍ مناطق الجنوب اللبناني"، مضيفاً، البعض يحاول تسويق فكرة أن مناطق الجنوب تنضوي كلها تحت فلك "حزب الله" وهي فكرة بعيدة عن الواقع كلياً".
وشدد بسوسي في حديث لموقع "طلاب القوات" على "أن عدداً كبيراً من أهل الجنوب والشباب الجنوبي يؤيد وينتمي إلى الفكر "القواتي" وإلى حزب "القوات اللبنانية"، صمدوا في أرضهم رغم كل الصعاب والأزمات التي مرت بها، وتهجير عدد لا يستهان به من أهلهم وأقاربهم"، متابعاً: "شباب القوات في الجنوب لا يشاركون بشكل منتظم في النشاطات المركزية لـ"مصلحة الطلاب" بسبب البعد الخغرافي، من هنا أتت فكرة تفعيل النشاطات اللامركزية وإنطلقت باكورة العمل من إجتماعات دورية ونشطات".
مستطرداً: "يوم السبت الماضي شهدت منطقة جزين نشاطاً في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، وهذا السبت الواقع في 10 أيلول 2016 سيقام قداس إلاهي في عين إبل لراحة نفس الرفيق الشهيد كيروز بركات".
وأشار إلى أن "هذا العام سيشهد عدد من النشاطات في قرى الجنوب التي تضم وجود قواتي، كما سيضم برنامج خلوة مصلحة الطلاب السنوية بند يناقش من خلاله آلية عمل جديدة للتعامل مع كافة الطلاب والشباب القواتي المتواجد في كل القرى البعيدة جغرافياً وليس فقط قرى الجنوب وذلك من باب تسهيل عملية التواصل وللعمل بطريقة أكثر فعالية".
وختم بسوسي: "نطلب من كل شابة وشاب قواتي يرغب بالعمل وتفعيل وجود "القوات" في قريته ومنطقته الإتصال بنا لنتمكن من التواصل معه عبر الخلاية المستحدثة في القرى، وذلك من منطلق أن قريته ومنطقته بحاجة لروح الشباب وفكر الشباب، ولبنان بحاجة إلى شبابه المتجذر في أرضه".
من جهةً أخرى، أشار مسؤول الشباب في عين إبل يورغو متري، أن ذكرى إستشهاد الرفيق كيروز بركات محطة سنوية في القرية وهذا العام نظمت لتكون على صعيد أوسع من خلال مشاركة مكتب مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية"، رؤساء مناطق الجوار في "بنت جبيل" في "القوات"، وفد من "التيار الوطني الحرّ" بالإضافة إلى مشاركة حزب "الكتائب اللبنانية" وبحضور عائلة الشهيد وحشد كبير من أبناء المنطقة".
ولفت متري في حديثه لموقع طلاب القوات إلى أن "القداس سيقام في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت في كنيسة السيدة – عين إبل وسيليه وضع الأكاليل والشموع عند النصب التذكاري الخاص بالشهيد وسط البلدة".
وشدد متري على أن "العديد من اللبنانين لا يعرفون بهذا التواجد القواتي في مناطق الجنوب الحدودية، ولكن نحن ورثنا التعلق في أرضنا من أهلنا وأسلافنا وشهدائنا ففي الجنوب بيئة قواتية خصبة ستظهر إلى العلن من خلال إلتزام شبابها خط القوات السيادي والعمل الصحيح لتفعيل دورنا في هذه المناطق".