إنّ لبنان بلد ديمقراطيّ، يقوم على احترام الحريّات العامة و بالأخصّ حريّة الرّأي والتّعبير، وتحقيق العدالة الإجتماعيّة والمساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع دون تمييز أو تفضيل. ولكن أين نحن، كطلّاب جامعة الوطن، من كلّ هذه الممارسات، وها هي الإنتخابات الطّالبيّة والحياة الدّيمقراطيّة في إنقطاع تام منذ ١٠ سنوات؟
و بحوار أجريناه مع رئيس دائرة الجامعة اللّبنانيّة في مصلحة الطّلاب في حزب القوّات اللّبنانيّة، جو دنيال حدشيتي، أكّد حماس وتجاوب الطّلاب داخل الجامعة اللّبنانيّة لممارسة حقّهم بالإنتخاب، وخاصّةً بعد الإنتخابات النّيابيّة والجامعيّة في بعض الجامعات الخاصّة حيث وردت بصورة حضاريةّ عكست صورة لبنان الحقيقيّ.
إعتبر حدشيتي إنّ الجامعات تشكلّ قلب الوطن النّابض بشبابه وانّه من غير المسموح حرمان أكثر من ثلاثين ألف طالب ضمن الجامعة اللّبنانيّة من حقّ الانتخاب.
واضاف: “إنّ المسؤولين في الجامعة اللّبنانيّة، يتخوّفون من وقوع الإشكالات والصّراعات ما بين الطّلاب ممّا سيزعزع الأمن ضمن حرم الجامعة”، معتبراً أن ليس هنالك من سبب جوهري مقنع قادر أن يمنع إجراء الانتخابات.
وتابع: "انّ الطّلاب أصبحوا يتمتّعون بالوعي السّياسي لتفادي التعارك والمشاكل السّطحيّة الّتي كنّا قد عرفناها في السّنوات السّابقة إثر التّشنجات والنّعرات السّياسيّة والطّائفيّة المسيطرة على الوضع العام آنذاك، وذلك على عكس الفترة الأخيرة الّتي شهدت على مصالحات بين عدّة افرقاء أراحت الجوّ المشحون والمتوتّر وكانت آخرها المصالحة ما بين حزبي القوّات اللّبنانيّة والمردة".
وشدد على ان المثل الأكبر على أنّ الإنتخابات الطّالبيّة في الجامعة اللّبنانيّة يجب أن تعود، هي الأنتخابات الّتي حصلت في كليّة الهندسة الفرع الثّاني روميه منذ ثلاث سنوات، ووصفها حدشيتي بالسّلسة والنّاجحة والّتي برأيه يجب أخذها كنموذج لإتّباعه.
وفي سياق حديثه أثنى على الدور الأساسي الذي تلعبه الأحزاب السّياسيّة ضمن الجامعات اللّبنانيّة، وذلك بزرع حسّ الوطنيّة والدّيمقراطيّة في أذهان الشّباب، وإبعادهم عن التّضليل الّذي نشهده حاليّاً في ظلّ موجة الحراك المدنيّ الرّافضة لوجود الأحزاب والّذي يسعى للتقليل من قيمتها. وهذا الكلام مرفوض بالنّسبة له لأنّ هناك أحزاب تعمل لمصلحة الوطن وقد ترجمت جهودها على أرض الواقع وكان "القوّات اللّبنانيّة" خير مثال على ذلك.
وبالحديث عن حزب القوّات اللّبنانيّة، حدّثنا عن تحرّكات الحزب سعياً لإعادة الإنتخابات الطّالبيّة للجامعة اللّبنانيّة، فكانت آخرها توزيع البيانات داخل حرم الكليّات مطلقين صرخة لتوعية الشباب على ضرورة ممارسة حقّهم بالانتخاب وحثّهم على الإنتفاضة وملاحقة حقوقهم ومطالبهم لأنّه لطالما كانت قضيّة "القوّات" الحريّة والثّورة على كلّ ما من شأنه القمع والإستئصال من كرامة الوطن، بالإضافة إلى سعي "القوّات" الدّائم لتفعيل دور شبابه ليلمس قيمته واستثمار قدراته وطاقاته لبناء لبنان الحلم.
ولفت الى ضرورة تكاتف جميع الطّلاب بمختلف إنتماءاتهم وتوجهاتهم السّياسيّة والإنضمام للـ"قوّات"، بذلك مضاعفة الجهود لإعادة الإنتخابات الطّالبيّة في الجامعة اللّبنانيّة وهو حقّ كلّ طالب للتّعبير عن رأيه وفكره السّياسيّ.
وختم كلامه قائلاً: "إعادة الإنتخابات الطّالبيّة للجامعة اللّبنانيّة كان مطلبنا خلال العشرة سّنوات الماضية وسيظلّ مطلبنا لعشرة سنوات مقبلة في حال لم يتحققّ".
ها نحن من موقعنا نطلق صرخة، نسعى بها لإنعاش الحياة الدّيمقراطيّة في جامعة الوطن، فهل من منقذ يستجيب لنا؟