أرباب الحرية
مساحة حرة DEC 10, 2019

أرباب الحرية

عبارة "حقوق الإنسان" ليست مفهوماً قانونياً. هي عبارة غامضة وغير محسومة تنبثق من أحشاء الدراما وتتغذى منها. وعلى ما يبدو أنها مازالت في عزّ شبابها، تكبر وتزداد قوّة مع تقدم عمرها. 

بالرغم من كونها موضوعاً للكثير من الجدالات، إلا أنها تشكّل هدفاً ثابتاً لجميع الشعوب. فقد بدأ المجتمع الدولي الاعتراف بتلك الحقوق وأهميتها عبر تدوينها في عدّة عهود ومواثيق، أهمها: "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

تشكل حقوق الإنسان أهم أسس قيام المجتمعات الديمقراطية. فلا وجود للديمقراطية في دولة ما إلا إذا اعترفت بحقوق الإنسان. فأين نحن من هذه المنظمة؟

حقوق الإنسان في لبنان منتهكة ولا تحترم. الحق في التعلم المجاني، الحق في الطبابة المجانية، الحق في إيجاد فرص العمل، الحق في العيش الكريم، الحق بالحصول على بيئة نظيفة... جميع هذه الحقوق منتهكة.

إننا نعيش في بلد يُقال أنّ نظامه ديمقراطي، لكنه أثبت العكس. فَفي ١٧ تشرين ثار اللبنانيون من أجل المطالبة بهذه الحقوق، التي تشكل أبسط شروط العيش الكريم. شهد العالم بأسره أن ثورة ١٧ تشرين من أكثر الثورات سلمية وحضارية. فكان الردّ بالضرب والشتم، إعتقالات بالجملة، ترهيب وغيرها من أدوات القمع، ليصبح بذلك الحق بالتعبير عن الرأي في طليعة الحقوق المنتهكة.

 إذا راقبنا مسار التاريخ، نعرف جلياً أن الحقوق لا تعطى إنما تكتسب وتؤخذ رغماً عن المتسلطين والمتجبرين. ونحن كلبنانيين، وعلى مر العصور، كنا أرباب الحرية والثورات.
 
في الختام، لبنان أعطى العالم شرعة حقوق الانسان عبر المفكر والفيلسوف الكبير شارل مالك. فهل يعقل أن يكون مهد الحضارات وعرين الحرية في هذا الشرق غريباً عن الانسان، عن إحترام حقوقه وصون كرامته. الثورة لا تزال في بداياتها، فهل ستتمكن من إعادة ما سُلب من حقوق؟

مساحة حرة DEC 10, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد