الحكيم محى عارًا تاريخيًا...
نقلاً عن SEP 10, 2018

نقلاً عن نشرة "آفاق الشباب" العدد 81:

ليعلم طالب «القوات» حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه

الطالب في «القوات اللبنانية» الذي يشارك للمرة الأولى هذه السنة في قداس شهداء المقاومة اللبنانية سيكتشف حجم المسؤولية الملقاة عليه على ثلاثة مستويات أساسية:

المستوى الأول مشاركته في الصلاة على شباب وطلاب مثله، فرضت عليهم الحياة والقضية حمل السلاح دفاعاً عن الوطن والجمهورية والوجود والمصير والأرض والهوية والانتماء، فتركوا كل شيء ومن دون تردد وذهبوا إلى الشهادة، ما يعني أنه يقف أمام حزب تاريخي بشهادته وتضحياته، وعليه أن يكون خير خلف لقضية استمرت بفعل شهادات محفورة بالدم والمجد.

المستوى الثاني مشاركته في مناسبة وطنية-حزبية جنباً إلى جنب مع قيادة حزبية شكلت استمراراً للخط اللبناني الاستقلالي والخيار التعايشي مع فارق جوهري حرصها على ارتقاء ممارستها إلى مستوى خيارها الوطني، وتبديتها الهدف على الوسيلة، كما استعدادها لإلغاء نفسها صوناً لأفكارها وعقيدتها وتوجهها الوطني، فلم تقايض وجودها المادي بقناعاتها وثوابتها، مقدمةً بذلك تجربة فريدة في مجتمع تعوّد على ثقافة «الإيد اللي ما فيك عليا بوسها وادعي عليا بالكسر».

المستوى الثالث مشاركته جنباً إلى جنب مع قائد سياسي بدأ النضال مثله في الجسم الطالبي وخاض كل المواجهات التي استدعتها القضية والواجب، موجهاً في نضاله رسالة إلى جيل هذا الطالب والأجيال التي لم تولد بعد، بأن التضحية تبدأ من رأس الهرم، والقائد يجب أن يكون القدوة والمثال؛ وعلى غرار قول الحكيم عندما لاحت ظروف توقيفه السياسي «يسواني ما يسوى الشباب».

فالعار في أجزاء من تاريخنا أنه عندما كانت تدق ساعة الظلم والليل والجور كان يقف الزعيم أمام خيار من اثنين: الخضوع أو الهروب، فجاء الحكيم ليمحي هذا العار ويعيد العزة والمجد إلى جماعة حملت في وجدانها وعقلها راية الحرية ليتمكن كل إنسان من أن يعيش قيمه وقناعاته وأفكاره بحرّية.

مناسبة قداس الشهداء هي لاستذكار من قدّم نفسه قرباناً على مذبح الوطن، وهي لأخذ العبرة تجنباً لتكرار الكأس المرة، وهي للقول إنّ لا خوف على بلد وحرية وإنسان وجماعة في ظل قائد حكيم وقوات قوية تحمل في وجدانها وعقلها القضية التي ما هي إلا لبنان السيد والحر والمستقل والمتوازن بشراكته وتعدديته كنموذج للتعايش والشراكة السياسية في نظام فريد من نوعه.

معاني المناسبة أكبر بكثير من أن تُختصر بجمل وكلمات، لأنها محفورة بالدم والشهادة ومجبولة بالنضال والتضحية في سبيل لبنان.

نقلاً عن SEP 10, 2018
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد