راحوا...
نقلاً عن SEP 04, 2019

نقلًا عن نشرة مجلة آفاق الشباب - العدد 86

في عالم المحاصصة والمصالح، الزبائنية والقضاء على مقدرات الدولة، في عالم نهب لبنان ووضع اليد على حقوق كل ابنائه باختلاف انتماءاتهم، نجتمع في ايلول الشهداء لنصلي لراحة أنفس من قدموا حياتهم وكل ما يملكون في سبيل قيامة هذا اللبنان عينه...

 

مؤلمة هي المقارنة، بين أمس حمل فيه الشهيد بارودته، تزود بإيمانه، ومضى يحفر صخر تفاهماتهم لينتج منه كرامة ووجوداً حراً، ذلك الشهيد الذي ما سأل عن شهادة أو منصب إنما حمل دمه على كفه  واعتبر قضية مجتمعه اولوية، يرى من عليائه الطفيلية تتحكم بالسياسة، وصغيرو النفوس يحكومون ويتمردغون ويظنون ان شطبة قلم او تعيين او منصب يقتلون قضيته وكل ما ضحى لأجله.

 

حقهم ان يظنوا ذلك، فصاحب اللا قضية لن يفهم قيمتها، يعتقد بأن ابطالنا راحوا، دماؤهم راحت هدراً. صاحب اللا مبدأ يتوقع ان يكون الجميع على مثاله، يتغير حسب الظروف، تحكمه حفنة من الاموال، ويتناسى ان بعد من راحوا، بقيت ارواح مزودة بايمانهم، بسلاحهم الحق، بقضية واحدة وانسان واحد في كل زمان ومكان.

 

عرفت نضال ابطالنا الذين مضوا بمعرفتي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الرجل الحقيقي، صاحب الكلمة والموقف الصلب، في زمن كلمة الرجال رهن بمصالحهم وتتغير وفقها. سمير جعجع الذي لا تحركه تصرفاتهم الصبيانية ولا ينجر نحوها، انما ينظر بإصرار الى اهداف "القوات اللبنانية"، لا يحيد عنها شبراً مهما اشتدت الظروف، هو الذي تحمل الأسوأ ليبقى لبنان الكيان،  المتصالح مع ذاته، المتمع بصفات القائد الحقيقي، يقود "القوات اللبنانية" ولا يلبث يذكر بشهدائها وأننا لولاهم ما كنا لنكون هنا احراراً.

 

عرفت نضال شهدائنا في مدرسة "القوات اللبنانية"، تلك التي تعب التعب ولم تتعب، عرفت نضالهم بعيون كل شابة وشاب قواتي ورث منهم مبادئ استمراريته.

 

ويأتي في النهاية طفيلي صغير يقول: "راحوا ونص وين بالكم"... ونحن نقول له بعزم وإرادة وثقة "راحوا وبعدن في قوات... يعني بعدن ما راحوا".

لا لم يذهبوا، باقون في نفوسنا، ابطال لا تهزهم رياح التغيير، باقون في صلب قضيتنا ونضالنا واستمراريتنا، أمام أعيننا عند كل شرقة شمس، مستريحين في عليائهم، لأن حلمهم بلبنان الجمهورية القوية ستحققه "القوات" عاجلاً ام آجلاً مهما طال الزمن.

نقلاً عن SEP 04, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد