نقلًا عن نشرة مجلة آفاق الشباب - العدد 87
هو مشهدٌ بات طبيعيّ منذ اكثر من عام حين امنتنعت الشركات اللبنانيّة على التوظيف تخوّفاً من الاحوال التي وصلنا الى اليوم: آباء يُطردون من اشغالهم، امّهات تعمل من دون مدخول، طلّاب وطالبات متخرّجين من الجامعات والمعاهد بظل غياب لأي فرصة عمل. وضعٌ معيشيٌّ صعب اجبر جميع الفئات العمريّة للنزول الى الشارع والمطالبة فأمسّ حقوقهم ايجاد وظيفة تمكّنهم من الاستقلال عن اهاليهم والاتّكال على انفسهم.
ازمةٌ شلّت القطاعات كافّةً فمع انقطاع السيولة النقديّة باتت نسبة التجارة تنحدر، إذ إنّ البضاعة المكدّسة موجودة لكن المستهلك غائب. ازمةٌ وضعت هاجساً للبنانيين في الخارج من القدوم الى لبنان ما ادّى الى هبوط نسبة الحاجزين على متن شركة طيران الشرق الاوسط والفنادق اللبنانيّة، فبالتالي من المتوقّع ان يطرد اصحاب الشركات المتّكلة على السياحة الموظّفين من دون اي سابق انذار. ازمة استطاعت لمّ شمل اللبنانيين من الشمال حتى الجنوب للمطالبة بقضيّة عيشهم بكرامة ضمن معايير انسانيّة عادلة ترضي الجميع.
ليس من الغريب ان نصادف شابٌّ لامس الثلاثين من عمره في ساحة الثورة، بل الاغرب هو عندما سألناه كيف تعيش؟ فكان جوابه
يشير كريم ايضاً إلى أنّه يعمل 12 ساعة يومياً ولم ينل راتبه منذ شهور وعندما يحصل على راتبه وهو
صرخة سمعناها مراراً وتكراراً لكن بدون جدوى، فالمسؤولين تقاسموا قالب الجبنة من دون اي اعتبار للشعب فتراكمت الشكاوى والتساؤلات والانتقادات، التي كانت كنداءات في الصحراء. لكنها فجأة سُمعت واكتست بالمعاني ووجدت لها اسماً: ثورة.
ثورة لم تشمل فقط العاطلين عن العمل بل شملت طلّاب المدارس الخائفين على مصيرهم بعد انهاء دراساتهم الثانويّة فهؤلاء قد وجّهوا رسالة ايضاً للمعنيين بإيجاد حلٍ سريعٍ يضمن لهم فرص عمل جديدة عند تخرّجهم. طلّاب كانت مناداتهم بالقضاء النزيه اوّلاً لمحاسبة جميع الفاسدين الذين يساهمون في هدر طاقات اللشباب المتحمسّين للعمل.
لا تشمل الثورة السكّان المحليين فقط انما هي ثورة من اجل للأدمغة المهاجرة التي خرجت من لبنان رغماً عنها للعمل في الخارج، هؤلاء الذين عبّروا عن امتعاضهم حيال الوضع الاقتصادي السياسي على طريقتهم فقد جال اللبنانيون مدن اوروبيّة وعربيّة لتأييدهم للثورة في لبنان.
الوطن او المواطن؟
في حين تطال البطالة نسبة تلامس الـ40
يظلّ السؤوال المطروح ما اذا كان هناك بوادر خيرٍ تسمح للشباب اللبناني من العيش في وطنٍ يتساوى فيه جميع القادرين على العمل.