نقلًا عن نشرة مجلة آفاق الشباب - العدد 87
إلى رفيقي الشهيد،
شكراً لك..
ناضلت في زمن الحرب ليبقى لبنان بلداً حرّاً مستقلاً. إنتفضت وقاومت بالسلاح وإخترت شعار "لبنان أولاً". ثرت على الدخيل والعميل وإنتصرت. نعم بإستشهادك إنتصرت وأنرت شعلة الأمل ببناء لبنان الحلم.
لم يغب طيفك عن زمن السلم، تمّثل حضورك بثورة 17 تشرين المستمرة حتى تحقيق كافة المطالب.
رفيقي الشهيد،
اليوم نحن بحاجة لك، لنضالك ولإيمانك بلبنان..
كيف لي يا رفيقي، أنا الشابة اللبنانية، أن أعيش اليوم في دولة عدمت حقوقي؟ كيف لي أنّ أعيش ودين بلدي خنقني ورفاقي؟ كيف لي أنّ أطعم عائلتي في ظل غياب المدخول وغلاء الأسعار وزيادة في الضرائب؟
إن ثورتنا اليوم هي ثورة المطالبة بالعيش الكريم، ثورة للحصول على حقوق الانسان. نعم يا شهيد الوطن غاب مفهوم الحقوق عن بلد الحق.. لا للطفل الحق بالطفولة ولا لعجوز بلدي ضمان الشيخوخة، لا للمريض الحق بالطبابة وللأسف لا لصاحب الهمم الحق بالإحترام، حتى البيئة اليوم في بلدي فقدت أبسطة حقوقها.
إنّ صرختي ليست فقط صرخة شابة لبنانية قواتية تبحث عن مستقبلها المجهول وطموحها، إنها صرخة كلّ مواطن لبناني خارج لعبة المنظومة السياسية، بغض النظر عن إنتمائه السياسي أو الدينيّ، يعمل للحفاظ على المبادئ التي إستشهدت من أجلها، من أجل أنّ يبقى لبنان.
إني أحاكيك وجعي من أجل أبي، أمي وأخي.. من أجل صديقةٍ فقدت والدها أمام باب المستشفى، من أجل مشردٍ على الطريق يصرخ لي "دخيلك إلي يوميين بلا أكل"، من أجل أم دمعت عيناها أمام نداء صوت المكبر "إنّ الطائرة المتوجهة إلى الغربة ستقلع بعد قليل"، من أجل مسن يرجو من الدولة المساعدة، من أجل صاحب همةٍ يبحث عن إحترامه الضائع..
إني أحاكيك وجعي لأستمد القوة
لا يمكن لكلامي أنّ يلخص وجع شعب بلدي، ولا لدمعتي أنّ تطفئ حريق الإنتحار
شاركنا هذه الثورة نحن بأمس الحاجة لك، لإيمانك وصمودك
رفيقي الشهيد،
في كل مرة يدافع فيها شخص عن القيم العُليا مثل العدل والحقيقة أو يعمل على تشجيع الآخرين على عدم الرضوخ للظلم الواقع أو يقف في وجه من يظلم غيره، فإنّه يثور ويبعث بصيصاً من الأمل في حياة كلّ مظلوم ويشيد بالجرأة للوقوف في وجه الظلم. لذلك يا رفيقي الشهيد، يمكن للطاغية أن يقتل الثائر لكن لا يمكنه أن يقتل الثورة..
نم قرير العين يا شهيد الوطن، الشعب موّحد وسينقذ وطنه لبنان.