حزب الله هو تنظيم شيعي سياسي عسكري، متواجد على الساحة اللبنانية. وتشكل عقيدته خطراً على الكيان اللبناني، وعلى صيغة العيش المشترك.
تأسس حزب الله عام 1982, وكان قد سبق وجوده التنظيمي، وجود فكري وعقائدي، كان تنمّى على يد الشيخ حسين فضل الله، من خلال النشاط العلمي الذي كان يمارسه في الجنوب. وقد شكّلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة آية الله الخميني دافعاً قوياً لتنظيم عمل حزب الله في لبنان، ذلك أنّ الإرتباط المذهبي والسياسي بين الطرفين وثيقٌ جدًّا.
أدّى حزب الله دوراً مهماً في قتال إسرائيل حتى العام 2000 خلال احتلالها للجنوب اللبناني.
أما اليوم، وفي ظل سعي أكثر من نصف الشعب اللبناني لقيام دولة فعلية في لبنان، فهل من مبرر لوجوده العسكري، تكون ركيزتها القوى الشرعية اللبنانية؟
للحزب حسابات أخرى تتعدى مساحة لبنان الجغرافية، وما يؤكد ذلك هو البيان التأسيسي الصادر عن الحزب في 16 من شباط من العام 1985 والذي يشير إلى "أن الحزب ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعديلة تتجسد في ولاية الفقيه وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني، مفجر ثورة المسلمين وبعث نهضتهم المجيدة ".
فبذلك، نتأّكّد أن حزب الله، نشأ على ارتباطه الإقليمي والإستراتيجي بإيران، من الخلفية السياسية، العسكرية، الإقتصادية والإسلامية المتشددة.
خاض حزب الله معارك عدة، وأبرزها المعارك قبل تحرير الجنوب في العام 2000، وحرب تموز عام 2006، والحرب التي يخوضها اليوم في سوريا، إذ يشارك في القتال إلى جانب النظام السوري، حليف النظام الحاكم في إيران.
عن أي مقاومة نتكلم ؟
يخوض حزب الله اليوم معارك شرسة في وجه الشعب السوريحث يسفك الدماء، ويقتل شيوخهم ونساءهم وأطفالهم، وذلك خدمة لمشروع واحد أوحد ، وهو ولاية الفقيه (النفوذ الايراني في المنطقة) ولحماية حليفه بشار الأسد أمام المعارضة الواسعة في سوريا.
ونتيجة لذلك، يستنزف كل يوم وطننا، من الناحية الاقتصادية، الأمنية، الديمغرافية، والسيادية.
فمن الناحية الاقتصادية، ومع تفاقم الأحداث السورية، يستفيد حزب الله بامتداده الواسع في المنطقة الشيعية الحدودية مع سوريا، من تبييض الأموال نظراً لزيادة مصاريفه، ومشاركته في الحرب السورية تسمح له بتهريب السلع والبضائع من وإلى لبنان عبر ممرات سرية غير شرعية لا تخضع لسلطة الدولة اللبنانية. وتمارس مؤسساته التي تؤمن له المردود المادي التهرّب الضرائبي ولا تسدد ما تفرضه الجمارك من مستحقات على الحدود اللبنانية. ويؤمن الحزب أيضًا تغطيةً لتجار المخدرات في البقاع ويحميهم، وذلك مقابل مردود مادي يخضعون له، كي لا تتمكن السلطات اللبنانية من القبض عليهم، فيشكل ذلك حماية لهم.
من الناحية الأمنية، فالحدود المشرعة أبوابها بين سوريا ولبنان،التي تسمح عبور مقاتلي الحزب من وإلى لبنان، أدت إلى مشكلة أكبر وهي نزوح حوالي مليوني سوري إلى لبنان، فضلاً عن وجود بعض الجماعات المتطرفة التي عبرت من سوريا إلى لبنان، كجبهة النصرة وداعش، وذلك فضلاً عن التفجيرات الانتحارية التي نفذتها تلك العناصر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
من الناحية الديمغرافية، أدى الجهاد تدفّق المقاتلين من الطائفو الشيعية من لبنان نحو سوريا، إلى مقتل حوالي 2500 مقاتل لبنانني حتى اليوم.
أما من الناحية السياسية، ينتهك حزب الله بواسطة سلاحه السيادة اللبنانية يومياً من خلال مربعاته الأمنية، ووجوده العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عوضًا عن القوى الشرعية اللبنانية، وأيضًا على الحدود اللبنانية السورية في المناطق الشيعية، في الضاحية الجنوبية. فضلاً عن قدومه على إنشاء شبكة إتصالات سرية خاصة به لا تخضع لمراقبة السلطات اللبنانية.
ويبقى السؤال الأساسي الذي يناقش في مجالس النواب في العالم وفي مراكز الاستخبارات وصناعة القرار وفي الشارع اللبناني: "هل حزب الله هو مقاومة فعلية لأو ميليشية طائفية؟ وهل هو قادر على الاستمرار بشكله العسكري في حال حصول تسوية في سوريا أو انهيار النظام الايراني؟