شماس: ما يحصل غير إنساني.. وهذه مبادرتنا لتأمين الدواء
صحة OCT 26, 2020

في صفوف الذلّ ينتظر اللبناني كل يوم على أبواب الصيدليات، باحثًا عن حبّة دواء تؤمن له نهارًا جديدًا، في وطن بات الموت فيه أشرف من عيشة الذلّ والفقر والعوز.

 

"ما بدنا ناكل، ما حدا بموت من الجوع، بدنا أدويتنا"

 

بهذه الكلمات الحزينة يبدأ اللبناني نهاره، مستعدًا لجولة على صيدليات لبنان من شمالها حتى جنوبها، على أمل أن يعود بيته حاملًا بيده خشبة خلاصه "حبّة دواء". "شرّفت" الأزمة التي لطالما تخوّف اللبناني من قدومها، مصطحبة المزيد من الذل لتضيفه على قوت اللبناني اليومي الذي اعتاد يومًا تلو الآخر على تلقّي جرعة من الإهانة بحقه بدلًا من جرعة دواء أو تفاؤل أو إيجابية.

 

تتداول أحاديث عديدة في الآونة الأخيرة حول سبب شحّ الأدوية من الأسواق ورفع الدعم وارتفاع أسعار الأدوية خمسة أضعاف عمّا كانت عليه، فما حقيقة هذه الأحاديث وما هو حجم الكارثة التي ينتظرها اللبنانيون في الأشهر القادمة؟ وهل من حلول تتحضر حيال ذلك؟

 

أشارت رئيسة مصلحة الصيادلة في حزب القوات اللبنانية الدكتورة هيلين شماس في حديث إلى لموقعنا، إلى أن "ثمة أسباب أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم بالنسبة إلى انقطاع الأدوية؛ أوّلها كانت الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة العملة الوطنية. فاضطر مصرف لبنان دعم بعض السلع الأساسية بما فيها الدواء، الأمر الذي فرض على المستوردين تقديم الفواتير وأخذ الموافقة من مصرف لبنان، ما أدّى إلى تأخير وصول الأدوية". وأضافت أن "طمع وجشع بعض الشركات جعلهم يستغلّون الدعم لمضاعفة أرباحهم، الأمر الذي أجبر مصرف لبنان تعقيد الآلية نوعًا ما والمماطلة في إعطاء الموافقة وبالتالي التأخر في تسليم الأدوية".

 

وزارة الصحة المسؤولة الأولى

 

من جهة أخرى، اعتبرت شماس أن "اللّوم الأكبر يقع على وزارة الصحة، كونها المسؤولة الأولى عن هذا الملف". واعتبرت أن "بعد الدعم لم تتجسّد آلية واضحة ولا تطبيق عادل. فمن واجب الوزارة وضع لجنة لمتابعة الملف والتأكد من وصول الأدوية من قبل المستوردين بطريقة عادلة على كافة الصيدليات لتجنّب أي عملية تهريب. لكنّ الملاحقة لم تتم".

 

شركات الأدوية تتصرف بطريقة غير إنسانية

 

ولفتت شماس إلى أن "ما من أي قانون يجبر المستوردين تسليم الصيدليات كمية معينة من الأدوية. كما تدفع هذه الشركات وتنفق في بلد لا يمتلك أي خطة عمل واضحة تعطي أمانًا لهذا النوع من الاستثمارات، وتخوفًا على مصالحهم يقننون".

 

واعتبرت أن "هذا ليس تبريرًا للشركات التي تتصرف بطريقة غير قانونية وغير أخلاقية وإنسانية تجاه شعب بأمس الحاجة إلى الأدوية لا سيّما أدوية الأمراض المزمنة. ومرّة أخرى يقع اللوم على وزارة الصحة كونها تأخرت في عملية التفتيش".

 

وردًا على السؤال حول حجم الكارثة التي ينتظرها اللبنانيون، أكدت شماس أن "إذا رُفع الدعم، سنواجه بالطبع كارثة كبيرة، لأن الجهات الضامنة ستكون عاجزة أيضًا على إعادة ثمن الأدوية للمضمونين. وإذا لا بدّ من رفع الدعم، يجب رفعه بطريقة منظمة تدريجيّة". أما عن الحلول فقالت: ''نسمع أخبارًا عن لجان تتشكل لكننا لم نرَ شيئًا بعد، فما من خطة واضحة''.

 

وختمت شماس مؤكدة أن "مصلحة الصيادلة في "القوات اللبنانية" تعمل ما بوسعها للتخفيف من وطأة هذه الكارثة على المواطنين، من خلال التواصل مع بعض الجمعيات في الخارج للتمكن من تأمين الأدوية المفقودة، ولا تزال حملة ''داوي غيرك بدواك'' قائمة، كما وضعت المصلحة لائحة بأسماء الأدوية التي يجب أن تتوفر دائمًا في لبنان، وتحاول تأمينها من بلاد الاغتراب لتقديم المساعدة".

 

تحديّات عديدة يواجهها اللبنانيّ اليوم، لكن المسّ بصحته بالتزامن مع وباء كورونا أمر خطير، آملين بتحرك الجهات المعنية لمساعدة الشعب على الاستمرار بصحة جيدة، وهذه أدنى حقوقه وأولى واجبات الدولة.

صحة OCT 26, 2020
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد