ها هي سنة ٢٠١٨ تشارف على الإنتهاء ولازال لبنان بلا حكومة، ولازال بعضهم يُبَدّون مصالحهم الشّخصيّة على مصلحة البلد، غير مبالين بالوضع المتدهور والكارثي الذي وصلنا إليه. فإلى متى سنبقى على هذا الحال؟
لن نقبل بعد اليوم ايّة أعذار أو حجج قد تعطى لإقناع الشّعب اللّبناني بأنّ الحكومة صعبة التّشكيل، فأنّ اللّعبة الّتي يلعبها بعضهم واضحة، فما من مجال بعد اليوم لخلق الأكاذيب والبدع للإستهزاء بعقول اللّبنانيّين، وإنّه من المعيب الإستهتار بوضعهم الإقتصادي والإجتماعي المزري غير مبالين بمصلحتهم.
فإلى متى سنبقى أسرى القرارات والسّياسات الخارجيّة؟
إنّ عقدة التّشكيل ليست من حزب القوّات اللّبنانيّة الذي قد واجه سلسلة تهم، إنتقادات وتحديّات لتلبيسه ثوب المعرقل. ولكن مخططهم قد فشل لأنّ "القوّات اللّبنانيّة" قد قبل بكلّ العروض والإقتراحات، لأنّه كعادته يضع مصلحة لبنان فوق كلّ إعتبار. حاولوا جاهداً ومراراً إخراج "القوّات" من الحكومة، حاولوا تحجيمه، حاولوا إفشال مشاريعه، ولكنّه بقي صامد وعرف مواجهة وتخطّي كلّ هذه العقبات.
و لكن لماذا ترفع دائماً أصابع الإتّهام بوجه حزب القوّات اللّبنانيّة ولا ترفع بوجه حزب اللّه؟
فالأمر واضح إنّ عقدة تشكيل الحكومة هي عقدة خارجيّة أساساً، رغم محاولة إخفاء الأمر بشتّى الطّرق.
إنّ ما قام به حزب القوّات وقبوله بالعروض الّتي طرحت عليه وقد كشف كلّ المستور وكلّ ما كان يحضّر خلف الكواليس لتطبيق التّعليمات الخارجيّة.
ها إنّ لبنان ينهار، من دون تطوّر ولا تقدّم، بطالة تزداد، سياحة متدهورة، مشاريع إنمائيّة منعدمة، وضع معيشي بائس، هجرة الشّباب إلى إرتفاع... فماذا ننتظر؟
كفانا إستهتاراً، إنّ الوضع الحالي قد خرج عن السّيطرة ونحن بحاجة ماسّة لإنعاش البلد، فنحن ننتظر قيامة الوطن من موته. لا ولن نقبل بهذه المهزلة، لأنّنا نطمح لبناء جمهوريّة قويّة على قدر أحلامنا وتطلّعاتنا.
الأجوبة والحلول عند المعنيين، فالى متى ننتظر؟