لبنان "النقطة" يتنفّس من جديد
مساحة حرة NOV 27, 2019

يُقال: "بعد الاختناق... تنفّس من جديد. بعد الخيبات والانكسار... إنتصار. بعد الفشل والسقوط ... نجاح كبير". هذه هي الحياة. يحلو للقدر أن يختبر حبنا لها.

يحلو للقدر أن يستفزّ اللبنانيّ كلّ يوم، وكأنه قدِّر له أن يعيش يوميًّا في الاختناق والخيبات والذلّ. قدِّر له أن يصطدم كلّ يومٍ بمصيبةٍ جديدة، بأزمةٍ جديدة، سواء كانت سياسيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة.

هذا القدر كُتِب لهذا البلد الصغير منذ نهاية الحرب التي دمّرته بأكمله ودمّرت معها عقول المسؤولين والمعنيين، ووضعتهم في حالة "عدمٍ" للنهوض بالبلد من جديد.

ما يميّز هذا البلد أنه وُصِف بالنقطة على الخريطة، وهذه "النقطة" تتميّز بأنها بحر من الكلمات. فلا يمرّ يومٌ فيها يشبه اليوم الذي قبله. اعتاد اللبنانيّ على المشاكل التي تلاحقه دائمًا. اعتاد على انقطاع الكهرباء والماء. اعتاد على عدم حصوله على أبسط حقوقه. اعتاد على أزمة السير والغلاء المعيشي. اعتاد على الطرقات المليئة بالحفر والتي تُقفَل مع كلّ "شتوة" جديدة.

إلى أن انطلقت ثورة "لبنان ينتفض". الثورة التي انطلقت من رحم الوجع والذلّ، الثورة التي انطلقت تحت راية العلم اللبنانيّ. في هذه الثورة شعر اللبناني أنه "تنفّس"، ولكن هذه المرة كان النفس مميّزًا. كان نفس "حرية". كان نفس الثورة والصراخ بوجه الظلم والقمع. كان نفس "نفض" غبار الفساد والمحسوبيّات والطائفيّة. هذا النفس هو إعادة الحياة للشعب اللبنانيّ واختناق المسؤولين. هذا النفس هو نفس الشباب الذي حاولت الطبقة السياسيّة مرارًا خنق ثورته وصوته ومطالبه، ولا زالت ولكنّها لن تقوى عليه.

عاد الهواء إلى شرايين اللبنانيّ. وكما يُقال: "بعد مغيب الشمس، ستشرق من جديد". وهذه الشمس ستشرق مع شباب لبنان بما فيه من علمٍ وثقافةٍ وذكاءٍ واتّزانٍ وأملٍ وإيمانٍ بغدٍ أفضل ينهض بنا نحو الأعلى ويقطع بنا أشواطًا نحو بلدٍ أفضل على مختلف الأصعدة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، على أملٍ أن يعود لبنان إلى "أيام العز" و"الزمن الجميل".

مساحة حرة NOV 27, 2019
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد