قتلتم ملائكة الأرض!
مساحة حرة DEC 30, 2017

صغيرٌ هو وما صابه عظيم، يداه الطّاهرتان لوّثهما رماد الجشع والقساوة، عيناه الملائكيّتان كساهما حزن شيطانيّ!

هو طفل لا يحيى طفولته، سَلخته يد سوداء عن حضن أمّه الدّافئ ليعانق آلةً حديديّة تسلبه الراحة والعافية، يحدّق كلّ صباح بآثار الحروق والكدمات على جسمه الضّعيف قبل وصول  "المعلّم" الآتي ليقلّه للمشغل… جحيم الطّفولة!

نعم، كثر هم الأطفال العمّال في بلادنا،
ولربّما تضخّم هذا العدد مع توافد النّازحين السّوريّين جرّاء الحرب في بلادهم فباتت عمالة الأطفال تشمل أكثر من ١٠٠٠٠٠ طفل عاملٍ ضحيّة!

النّجارة واللّحام، مزاولة اعمال الميكانيك الصّعبة، تعبئة الغاز والنّفط، صناعة الأسمدة والكيماويّات دون وقاية، أعمال البناء الشّاقة، تنظيف الأحذية في الشّارع، بيع الورود والعلكة... 
تعدّدت الأشكال والحجّة واحدة: "خلّي يتعوّد يشتغل من هو وزغير…بكرا بيطلع رجّال!".
حجّة… أمام واقع أشبه بحرب ضدّ الإنسانيّة،
فبدل تعليم هؤلاء الاطفال،وتنمية قدراتهم الجسديّة وتوسيع آفاقهم الفكريّة، يفضّل أرباب العمل استغلال طاقاتهم لجني الأرباح المادّيّة الوفيرة موفّرين بذلك نقفات الأيدي العاملة!! 
فبحقّ الله متى كان الموت أفضل من الحياة؟
متى كان الجهل خيارا بدل المعرفة؟!
أين "لبنان الرّسمي" من هذه المعضلة؟
أليس هو من كان من أوّل الموقّعين على الشّرعة العالميّة لحقوق الطّفل؟
لقد عقدت وزارة العمل اللبنانيّة مؤتمرات عديدة في السّنين الفائتة  تدين من خلالها عمولة الأطفال، لكن دون ايّ ترجمة على أرض الواقع… فما زال الحال كما كان لا بل هو متّجه نحو الأسوأ مع تفاقم الأعباء الاقتصاديّة الّتي يعاني منها المجتمع اللّبنانيّ!

يقول نيلسون مانديلا:"لا يمكن فهم روحانيّة مجتمع ما بطريقة أفضل من مراقبة طريقة معاملة الأطفال فيه! "
الويل لكم… يا رجال أمّتي،لأنّكم حوّلتم الأطفال لآﻻت…. 
الويل لكم، انتم يا من قتلتم ملائكة الأرض!
  أعذرنا، "مانديلا"، لن نعمل بمبادئك الانسانيّة السّخيفة!

مساحة حرة DEC 30, 2017
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد