تحيا الثورة!
١٧ تشرين الأوّل ٢٠١٩، تاريخٌ سيتذكره كلّ لبناني وسيذكُره كتاب التاريخ كبداية تغييرٍ حقيقيٍّ في الواقع اللبناني حاليًّا. خلال ١٣ يومًا إستطاع الشعب أن يفرض كلمته وأسقط الحكومة، وحتّى الآن استطاع الشعب أن يغيّر الذهنيّة بأكملها.
إذًا كيف تمكّنت هذه الانتفاضة الكبيرة أن تغيّرَ مسار الوطن بأكمله؟ وما هو موقف "القوّات" منها؟ في ١٧ تشرين الأوّل وبعد جلسة مجلس الوزراء وإقرار ضريبة على "الواتساب"، انتفضَ الشعب كلّه في وجه هذه المحاولة الفاسدة لسرقة الشعب مرّة أخرى. إلّا أنّها سرعان ما طوّرت مطالبها لتشمل إسقاط ذهنيّة الطائفيّة والزعائميّة والفساد لبناء دولة بكل ما للكلمة من معنى.
إستطاعت هذه الثورة أن تصمدَ حتّى آخر نفس، فقد واجهت الصعوبات والضغوطات من كل الجهات واستعدّت للأسوأ، إلّا أنّها لم تصمت عن الحقّ واستطاعت أن تفرض كلمتها وأسقطت الحكومة.
إنّ مطالب الثورة واضحة، تشكيل حكومة تكنوقراط حياديّة ومحاسبة كل الفاسدين. فالمهمة الأولى على الحكومة الجديدة تمكن في إيجاد الحلول للأزمات الموجودة التي أدّت إلى حدوث تلك الانتفاضة بهدف إنقاذ البلد من وضعه الراهن خصوصاً من الناحية المالية والاقتصادية.
وللتذكير أيضاً لم يهدف تسكير الطرقات لشلّ البلاد أكثر مما كانت عليه، وإنّما حدث للضغط على الدولة بأكملها للسماع لشعبها ولو لمرّة واحدة بعد أن تجاهلته مرارًا وتكرارًا. إنّ البعض يعتبرون أنّ الثورة ماتت، لكنّها ستبقى حيّة في ذهن كل مواطن لبناني عاش هذه اللحظات، إذا قامت إحدى الحكومات الآتية بأيّ خطأ فشباب اليوم يعرف كيف يهبّ للمحافظة على حقوقه وعلى وطنه.
عاشت الثورة، عاش لبنان.