احمل الصحيفة صباحا لأجد بانّ:"وزير الصحة العامة غسان حاصباني يوجه بيانا استنكاريا لوسائل الاعلام التي تداولت اخبارا خاطئة تتعلق بالوزارة تقول بانها تراجعت عن عدد من الخدمات الصحية كمشروع الاستشفاء لمن هم فوق ال ٦٤..."
اشغل اذاعة الأغاني...لأسمع الفنان عامر زيان يدين "الأخبار المغلوطة عن تعاطيه المخدرات والتي تفشت سريعا بين الجماهير"...
اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لاتفاجأ "باستنكار ورفض القدح والتشهير بشخص الأمين العام لاتحاد كرة السلة اللبنانية ونفي الأقوال المنسوبة اليه والخالية من معايير الصحة..."
ارمي هاتفي الذكي من يدي، وأركب في سيارتي...وما ان اشغل الراديو حتى اسمع بان "٣٠٠ الف امرأة سورية لاجئة حامل سيلدن في لبنان سنة ٢٠١٧"
لأعود واسمع في اليوم التالي ومن المصدر نفسه عدم صحة هذا الخبر...
فألقي رأسي على المقود...لينتشلني"الزمور" من حلمي بوطن أفضل هاتفا:"استيقظ! انت في لبنان!"
نعم، انا المواطن اللبناني التائه وسط مستنقع من الإشاعات والأخبار، الواقع ضحية ال Raiting وال Likes وال Follows، العالق في شباك خزعبلات إعلام وطنه المخيبة للآمال حقيقة...أيعقل انه لتلك الدرجة من الجهل قد وصل اعلامنا؟
قد تخطت حرية تعبير قنواتنا وجرائدنا ومواقعنا الالكترونية حدودها وباشواط، فأضحت لنا نقمة لا نعمة!
هنا، لا بد من التذكير بقول الرئيس الشهيد بشير الجميل:
"لا نريد حرية تصل لحد الفوضى، لان الفوضى عدوة للحرية!"
لذا فلنضع حدا لتفاهتنا، ولننهض بإعلامنا من خلف التراب وإلا فلننعي ابسط حرياتنا المغتالة!