أكد أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم أنّ “المشكلة الأساسية التي يعانيها لبنان تكمن في استراتيجيته التي تدار من فريق حزب الله، إذ تختلف عقيدته وفكره ونظرته عنا، وبالتالي رؤيته في بناء وطن للعيش الحر.” في حين نشهد أن “دولة المزرعة” هي التي تلعب دورًا مهمًا والخط الدفاعي الأساسي في الدفاع عن حزب الله ومشروعه الاستراتيجي الذي يلعب دورًا على الأراضي اللبنانية وعلى حساب لبنان”.
وشدد كرم خلال لقاء مع خلايا طلاب “القوات” في كل من كليّة الإعلام والتوثيق والآداب والزراعة بالتعاون مع جهاز التنشئة السياسية، على أنّ “حزب “القوات” في كامل استعداده لتشكيل جبهة معارضة مع “المستقبل” و”الاشتراكي” و”الكتائب” بالإضافة إلى الشعب، لكن ضمن إطار مطالب الناس وشروطها، وبالتالي ضمن الشروط التي فُرضت على الناس بعد انتفاضة 17 تشرين. فاليوم أصبحنا في واقع آخر”.
ورحّب بانضمام “المستقبل” والاشتراكي” إلى جبهة المعارضة بشرط أن يذهبا بجانب “القوات”، في عملية المعارضة حتى النهاية. وعليه، ستكون الأمور بالطبع لمصلحة هذا التحالف إذ إنّ أكثر من نصف الشعب اللبناني سيقف ضمن خط وتصوّر واحد لمواجهة دولة المزرعة والسلطة الحاكمة”.
وأردف “مكافحة القوات اللبنانية للفساد ستمكننا من ضرب الحليف الأساسي للسلاح الاستراتيجي. وبالتالي، ضرب هذه التركيبة من تحالف الفساد مع دويلة غير شرعية والحد من استمراريتها”، مضيفاً “تقع مسؤولية على كل فرد في مواكبة أي ملف فساد يفتح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي”.
وعن ثورة 17 تشرين وفتح ملفات الفساد والهدر من قبل “القوات اللبنانية”، أشار كرم إلى أنّ “كلن يعني كلن ونحن جزء منهم تحت سقف القضاء العادل”، مضيفاً أن “من يملك ملفات فساد ضد القوات فليفتحها”، مذكرًا بـ”العمل الوزاري للقوات حيث لاحق الوزراء كافة ملفات الفساد كملف الكهرباء والاتصالات والتوظيفات وغيرها من الملفات، كما استطاعوا القيام بالإصلاحات في وزاراتهم”.
وشدّد على أن “الانتخابات النيابية المبكرة هي إحدى مطالب “القوات اللبنانية”، وبالتالي هي الحل من أجل تغيير السلطة الحاكمة وبطريقة سلسة وديمقراطية”، آملاً بـ”الوصول إليها وتمنى الاستمرار بالضغط من قبل المجتمع الداخلي والخارجي على السلطة من أجل حصولها”، معتبراً أن “مجرد طرح شعار الانتخابات النيابية المبكرة لا يمكن طرح مسألة تغيير قانون الانتخاب. فتغيير القانون يعني حتماً ضرب الانتخابات النيابية المبكرة حتى ضرب أيضًا انتخابات 2022″، ولفت إلى أن “من أهم إنجازات المصالحة بين التيار والقوات هي الوصول إلى قانون انتخابي جديد، استطاع أن يقدم تمثيلًا عادلًا لأصوات المسيحيين”.
وأكد “رفضه ورفض القوات لاعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة”، معتبراً أنها “لعبة خبث وخدعة وكذبة من قبل من يحمل فائض القوة للسيطرة على المقاعد النيابية”، مشيراً إلى أن “المسيحيين يرفضون هذا الطرح”.
وعن إمكانية التحاور مع الأشخاص المستقلين للتحالف معهم، فأكد كرم أن “لا مشكلة أبدًا في هذا الأمر، لكننا نطلب منهم أن ينشطوا أكثر ولا يتّكلوا فقط على عملنا”.
وعن الاستحقاق الرئاسي المقبل وحظوظ وصول جعجع إلى بعبدا، اعتبر كرم أنّه “لا يمكن حسم هذه الأمور من الآن”، مشيراً إلى أنّ “في حال وصول جعجع إلى رئاسة الجمهورية، بالتأكيد سنصل إلى الدولة وسنتمكن من بنائها. لكن في الواقع الذي نعيشه وفي الشروط الموجودة، جعجع يرفض الوصول إلى الرئاسة لأنه لا يقبل أن يكون حاميًا لدولة المزرعة ولمصالح أفرقاء هذه الدولة. وإذا كان الهدف بناء دولة المؤسسات فحتمًا جعجع سيكون مرشحًا وما من منافس له، لكن الأمور الآن متروكة لظروف لبنان والمنطقة”.
وعن دعوة مجلس الأمن لنزع سلاح كلّ الجماعات المسلحة في لبنان، أوضح كرم أن “ممّا لا شك فيه أن هذه الدعوة تدخل ضمن سياسة مرسومة، وتظهر موقفًا دوليًا لجهة القرار بإنهاء وجود ظاهرة السلاح خارج إطار الدولة”، معتبراً أن “ردود فعل إيران وحزب الله على هذه القرارات تهدف إلى تضييع الوقت حتى الوصول إلى انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة”.
وعن الوضع الإقليمي وتحديداً الوضع في سوريا، رأى كرم أن “لا إمكانية لنظام بشار الأسد أن يستمر، وهذا ما توقعه جعجع منذ سنوات”. وقال إنّ “الجميع يعلم أن روسيا تعتبر سوريا مسألة استراتيجية. والآن لا شيء اسمه الدولة السورية أو النظام السوري”، مؤكدًا أنّ “ما من حل في سوريا في المستقبل بوجود بشار الأسد”.
وعن إمكانية تواصل “القوات” مع النظام الجديد في سوريا في حال تشكيله، فأوضح كرم أن “علينا التعرف عليه أولًا وعلى خطابه واعترافه بسيادتنا وترسيم الحدود معنا وغيرها من الأمور، حينها لا مشكلة لدينا في التواصل معه”.
وتوجّه كرم بكلمة للطلاب قائلًا “أهنئكم أنّكم قوات لبنانية، أهنئكم على اتخاذكم القرار في صناعة المستقبل من خلال حزب يسعى إلى ذلك”، مضيفاً “في الماضي دافع رفاقنا عن وجودهم واليوم كل طالب وفرد في القوات تقع على عاتقه المسؤولية في المدافعة عن وجوده، ومن هذا المنطلق ينبغي علينا الاستمرار في هذا النضال الحقيقي”.