قبل 4 آب كان عندي أمل، كان عندي أمنية، كان عندي حلم.... فكّرت كتير أوقات يأست وزعلت... بس أنا بعد 4 آب، هالتّاريخ يلّي أبدًا ما رح انساه، صار عندي هدف.... إسمو لبنان! صار عندي عزم وقوّة وجبروت ما حدا قادر يكسرو! غضب وعنفوان وأعلى درجات الوطنيّة!
ليلة 4 آب هاللّيلة يلّي زادوا فيها ملائكتنا يلّي بالسّما أكتر من 200 ملاك... حملوا معن نبضة من قلب كل واحد منّا... حملوا معن صلاة لبيروت وناسها، وتركوا شقفة منّن بيناتنا وبروحنا...
بسأل عن هالوجع... عن هالرّحيل؟ الدّم لامس جفون الأرض، والدّمع انهمر وبعدو الصّدى... الآخ صدحت لبعد المدى، زرار العمر هرّت من كمّ اللّبنانيّين، والحزن لبس عباية الأوادم وعتّق النّسيان بدراج الوقت الماشي عالهدى!! الوجع دقّ مسامير البعد، وكلّل ضحكاتنا بإكليل البكي... والجرح نزف دمّ من خاصرة المجروحين! وكيف ما بدنا نسأل عن هالوجع؟ كيف ما بدنا نسأل عن السّبب؟!
وبيروت... آخ يا بيروت... من تحت الرّكام والرّدم رح تزهّر الحياة من جديد، من تحت كلّ سّقف مهدوم رح تولد روح الاستمرار والاصرار! من تحت كلّ نسرة قزاز رح نرجع نعمّر! صحّ بيروت عم تبكي، بيروت انهدمت واتدمّرت، جسديًّا متل كلّ أهلها بس قوّتنا وعزمنا منستمدّو منّها!
اي انا باقية هون، انا مش رح فلّ! كيف بدّي فل وأنا قادرة بلّش من حالي بالتّغيير!؟ كيف بدي فلّ وأنا قادرة آخد حقّ كل خيّ واخت وبيّ وامّ بالانسانيّة اخسرتن؟!
كرمال كلّ نقطة دم نزلت، كرمال كلّ حرقة قلب أمّ ودمعة حرقتلها خدّها، كرمال كل كسرة ظهر بيّ ع ابنو او بنتو... كرمال الحزن والوجع أنا باقية هون! ولاء أنا ما رح فلّ، انا بدّي ابني الوطن اللّي بحلم فيه! أنا بدّي حقّق الهدف، أنا بدّي لبنان يلّي انا وياك بدنا ياه!
ولكلّ يلّي عم يشمتوا ب يلّي صار فكروا لو أحبابكن كانوا مطرح كل شبّ وصبيّة سرقلن الفساد والاهمال أحلى سنين عمرن! فكروا بضميركن مش بتبعيّتكن! الملايكة يلّي بحضن ربّنا اليوم ما أرادوا الموت ولا العذاب والوجع، بل انّ السلطة الفاسدة رسمتلن قدرن! بالصّدفة في ناس نجيت بس مش بالصّدفة اللي خسرناهن استشهدوا! أنا باقية هون كرمالن، كرمال ترقد روحن بسلام مع تحقيق العدالة الصّادقة والصّريحة!
أنا وإنتو لازم نبقى ت ما نسكت عن حقّن وحقنا، ت ما نسكت عن أحلامنا وأهدافنا! وت ما ننسى ولا لحظة لازم نعلّي الصّوت ونحاسب!
بيروت رح تقوم من تحت الرّدمي، لأنّو الثّورة بتولد من رحم الأحزان، كرمال اللّي راحو واللي جايي بقول: "لاء مش فالّين".