"موقعي الحالي هو صلة وصل بين الأجيال، وتكمن هذه الصلة في العلاقة التي تجمع الجيل الناشئ أي جيل الشباب والجيل الأول أي مناضلي ومؤسسي الحزب". جاء هذا الكلام خلال مقابلة خاصة لموقع مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية مع أمين عام حزب "القوات" إميل مكرزل.
واعتبر مكرزل أنّ "الاستمرار في العمل بين الجيلين أساسيّ، ويتحقق ذلك من خلال تطوير فلسفة العمل على ربط الجيل الجديد بانتمائه إلى جيل سابق قاوم وضحّى من جهة، ومنح الجيل السابق الخبرة النضالية لمصلحة جيل الشباب من جهة أخرى. وبذلك، يكون الجيل الأول والثاني تبادلا خبرات تقنية جديدة متطورة تارة، ونضالية وفكرية مبنية على الالتزام والعمق تارة أخرى". وشدّد على "ضرورة خلق إطار عمل يعبّر من خلاله الشباب عن تطلعاتهم، الأمر الذي يشجّعهم على الالتزام والانضباط الحزبي واحترام العمل السياسي. وبالتالي، يصبح إشراكهم في اتخاذ القرارات الحزبية أمرًا حتميًا، وذلك من منطلق قيامهم بواجباتهم".
وبالعودة إلى انطلاق مسيرته الحزبية من خلية جامعة سيّدة اللويزة، أشار مكرزل إلى "أنّ الخلية أُعيد تأسيسها من بعد اعتقال رئيس الحزب سمير جعجع. وعليه، فقد تم إعادة لمّ شمل الطلاب والشباب والخلايا ومصلحة الطلاب". واعتبر أنّ الفضل الأكبر لما اكتسبه يعود من نضاله من هذه الخلية وصولًا إلى دائرة الجامعات الأميركية في مصلحة الطلاب.
وبالاعتماد على خبرته الحزبية منذ أيام الوصاية حتى اليوم، اعتبر مكرزل أنّ "جيل الشباب هو جيل الثورة الحقيقية، لأنّ الأفكار التي يطلقها لا يجب المسّ بها، بل لا بدّ من وضعها ضمن إطار تثقيفي حقيقي داخل المؤسسات والمجموعات. فأثبتت الانتخابات الطلابية هذا الفكر التثقيفي داخل حزب القوات اللبنانية. لذا ينبغي علينا تنظيم فكر الشباب في الحزب ليتمكنوا من حمل قضيتهم ضمن مستوى أعلى. فقبل انخراط الطلاب والشباب في الشأن العام، ثمّة حاجة ماسة لمشاركتهم في الحركة الطلابية التي تتجسّد من خلال التواصل السياسي وتبادل الأفكار السياسية ومسائل الانتخابات الطلابية وتعاطي مع الإدارات كإدارات الدولة، بالإضافة إلى كيفية المطالبة بحقوقهم والتواصل مع الآخر".
أما بالنسبة إلى الملفات التي استلمها على مدار مهامه الحزبية، فاعتبر أنّ "كل منها نكهتها الخاصة، لكن ما من أمر يضاهي العمل في خلية جامعة سيّدة اللويزة، تزامنًا مع الاحتلال السوري والقرارات والمبادرات والمواجهات التي كان من الواجب اتخاذها. لذا تُعدّ مصلحة الطلاب في "القوات" المكان الأنقى والأنسب لأي حزبيّ أو فرد يبغي العمل السياسي أو الشأن العام".
وفيما يتعلّق باستلامه مركز الأمين العام الجديد، أوضح مكرزل أنّ "كل عمل حزبي أو استلام منصب جديد يرتكز على تراكمات حزبية وفكرية، ناهيك عن ضرورة نجاحه في كل مركز أو منصب يتوّلاه؛ لكن بالنسبة إلى الأمانة العامة، لا يتطلب المنصب نجاحًا فقط، بل يستدعي مواصفات الإدارة والخبرات التي تسمح ممن يملكها بالوصول، بالإضافة إلى الولاء والوفاء للقضية". وفيما يتعلق بترشيحه لمركز في النيابة، أكّد مكرزل أنّ "هذه المسألة ليست بالحسبان، لأنّ منسق المنطقة يكون مسؤولًا تنظيميًا. وعلى الرغم من أنّ الأولوية الآن هي الأمانة العامة، إلّا أنّ لا بدّ من أن أشكر جميع الشباب والمجموعات التي عملت معي في منطقة عاليه في الفترة السابقة، لأنّهم ساهموا في نجاح المنسقية وتميّزها على طاولة القيادة".
وأمل مكرزل في ختام مقابلته على أن يكون على قدر تطلعات شباب "القوات". كما تمنّى أن يؤدوا دورهم، أكان في المصلحة أو في مناطقهم، لما فيه من مصلحة الحزب، وكلّ من يتمتّع بالكفاءة، سيصل إلى المنصب المناسب من أي فئة عمرية داخل الحزب".
