اعتبر منسق منطقة عاليه في حزب القوّات اللبنانيّة إميل مكرزل أنّ "لا يمكننا الحديث عن أيّ تتطور ونموّ من دون الانخراط في العمل السياسي، وأيّ تطوير سيكون على يد الطلّاب الذين يحملون أفكار جديدة. لكن الأساس يكمن في صفوف طلّاب المدارس في العلم والنجاح، لأنّ أمامهم المستقبل وأهداف حياتهم. ونحن كمسؤولين، ينبغي علينا وضع العناوين الكبرى وتسليط الضوء عليها لبناء مجتمع جيّد. فيدرك الأهل والجميع أنّهم يضحّون في هذه الظروف لتعليم أولادهم وبناء مستقبلهم"، مشيرًا إلى أنّ "مصلحة الطلّاب في حزب القوّات اللبنانيّة تُعدّ المكان الملائم حيث تُبنى شخصيّة الطالب وتنمو أفكاره في كلّ الجوانب والمناسبات والأحداث. وكلّ ما نكتسبه في المصلحة سنستخدمه في حياتنا الجامعيّة والاجتماعيّة".
كلام مكرزل جاء خلال لقاء جمعه ومصلحة الطلّاب وبالتعاون مع جهاز التنشئة السياسيّة، وذلك يوم السبت الواقع في 9 أيّار 2020 عبر تطبيق "Zoom". وقد أدارت الحوار رئيسة دائرة المدارس تاتيانا جعجع.
وفيما يتعلّق بالثورة وآفاقها، لفت مكرزل إلى أنّ "ثورة 17 تشرين أعطت للشباب أملًا بأنّهم يستطيعون التغيير، كما وحّدت الجميع من كلّ الأديان والطوائف. ويجب على الشباب ألّا يستسلموا للوصول إلى التغيير وأخذ العبر من الثورات التي سُجّلت على مرّ السنوات". وتابع قائلًا "لم يشارك بعض مناصري الأحزاب في الثورة، لكن "القوّات" تصرّف مباشرةً بعد نزول الناس إلى الشوارع؛ فاستقال وزراء "القوّات" من الحكومة وأعلن رئيس الحزب سمير جعجع أنّ "القوّات" شارك في الثورة لكن بالطبع من دون أيّ دور تنظيمي له. إذ نشدّد على أيّ مطلب محقّ ولا نخجل من المطالبة به، لأنّ هذه الثورة تخصّ كلّ إنسان منّا وبرهنت أنّها على مستوى الوطن. لذلك، من الطبيعي أن يشارك مناصرو "القوّات" في الثورة لأنّه الحزب الذي يؤمن بلبنان". وذكّر أنّ "الشعب اللبناني أصبح في مرحلة إحباط، وكل الدلالات أشارت إلى حصول هذا السيناريو، لأنّ الوضع وصل إلى مرحلة السرقة وقلّة التهذيب".
وعن الانتماء الحزبي في ظلّ الثورة، اقترح مكرزل أن "يراجع المتحزّب مبادئ حزبه؛ إذا عارضت مكافحة الفساد وبناء الدولة، فيجب أن يترك حزبه والعكس صحيح، أيّ إذا تباهى حزبك بهذه المبادئ، تمسّك بحزبك". ورأى أنّ "المطلوب من الشباب الالتزام بقضية ما"، لا أن يكون بما سماه مكرزل بـ"لا مكان"، لأنّ الأفراد لا يستطيعون العمل وحدهم، داعيًا "الشباب إلى الانخراط في العمل الحزبي، فيدرك الجميع دور حزب "القوّات" وعمله. وليس المهم أن تعارض فقط، إنما عارض في اتّجاه بناء الدولة".
وشدّد على أنّ "ثورة 17 تشرين يجب أن تستمر، ويُعدّ الشارع الوسيلة وليس الهدف، والعودة إليه ممكنة بعد أزمة الكورونا، ويجب إجراء انتخابات نيابية مبكرة؛ نؤيّد هذه الانتخابات، وإذا لم تُجرَ سنستمر في النضال لخوضها وتحقيق الفرق. لكن كلّ الأحزاب التي تعارض الثورة ستمارس الإحباط على الشعب، ويجب أن نبقى إيجابيّين أمام الأحداث. والوقت في لبنان هو الذي يصبر ويخطّط أكثر".
وأردف قائلًا "خاض الشباب في حزب "القوّات" مسيرة طويلة من الـ75 حتّى يومنا هذا، من جيلٍ حملَ السلاح وجيل ناضل لخروج جعجع من الاعتقال وحتّى جيل اليوم. وبالتّالي، ينبغي على الشباب أن يثبتوا أنفسهم في عملهم داخل الحزب ليستمرّ العمل الحزبي إلى الأجيال المقبلة".
وفي ملف محاسبة الفساد واستقلالية القضاء، قال مكرزل "لا نريد أن نفقد الأمل بالمحاسبة؛ ثمّة قضاة نزيهون لكن القضاء غير مستقل، وسيواجه أيّ قاضٍ حاول وسيحاول أن يحاسِب، مجموعة من تهديدات السياسيّين الفاسدين، لأنّ الثورة حاكمت معنويًّا السياسيّين الذين سرقوا ونهبوا"، متابعًا كلامه قائلًا "قبلنا بشعار "كلن يعني كلن"، لألّا تظهر الثورة فئوية، لكن بعد انطلاق الثورة تبيّن أن هذا الشعار غير صحيح، أيّ لا يمكن مقارنة "القوّات" وموقفه من الحكومة الحالية وعدم مشاركته نزولًا عند رغبة مطلب الثورة لتشكيل حكومة مستقلين، بموقف "التيّار" وحزب الله والأحزاب الأخرى التي لم تتقبل نداء الثورة وشكّلت الحكومة وشاركت فيها على عكس إرادة الناس".
واستبعد "نقل لبنان إلى مكان ما، لكن ثمّة عملية حتميّة للتطوير والتغيير، ممّا سيحصل إذا استمرّت الثورة ولم تستسلم". وأضاف "كما أستبعد مؤامرة دولية، لأنّ أيّ مؤامرة دولية تحتاج إلى ارتباط دولي، ويكمن الارتباط الدولي الوحيد في ارتباط حزب الله بإيران. زد على ذلك أنّ حلفاء "الحزب" يشاركون عمليًّا في الفساد. لذلك، عارضوا هذه الثورة واستمرّوا في فسادهم". وتابع قائلًا "نحن أقلّ حزب لحقه الضرّر من الثورة، وبعد سبعة أشهر منها، لم يستطع الأفرقاء السياسيّون أو الأجهزة الرسميّة أن يتهموا "القوّات" بالفساد. وثورة 17 تشرين حقّقت أهداف أبرزها أنّ مَن يسرق، خاف وتوقف".
وبالنسبة إلى نشاط الطلّاب في "القوّات"، اعتبر مكرزل أنّ الصدق معهم أمرًا مهمًّا لاستقطابهم. وأضاف أنّ "هنا تتحمّل مصلحة الطلّاب مسؤولية كبيرة لتحضّر الطالب لانتقاله من العمل الجامعي إلى المناطق والمسنقيات. فيُعتبر الطلّاب العمود الفقري لأيّ تحرك وعمل وتغيير في أيّ بلد. وأدعو جميع الطلّاب إلى الانخراط في "القوّات" لأنّنا نملك أفضل تاريخ وحاضر، ومعهم سنصل إلى أفضل مستقبل. وسنسعى في الانتخابات المقبلة إلى اكتساب الحجم الأكبر من المقاعد النيابية وسيشكّل الطلّاب "الموتور" الأساسي في هذه العملية. ولن نمزح في الانتخابات، وهذا هدفنا الذي نريد تحقيقه".
وفيما يتعلّق بنضاله الحزبي، قال مكرزل إنّ "خليّة "القوّات" تأسّست في جامعة سيّدة اللويزة، حين كان جعجع معتقلًا وكنتُ رئيس الخليّة حتّى استلمت دائرة الجامعات الأميركية من سنة 2001 إلى 2005. وأكملت العمل السياسي في منطقة بيروت في "القوّات". استلمت مكتب الإعلام والتواصل في منطقة بيروت سنة 2009، وخضنا الانتخابات النيابية، ومن بعدها استلمت مكتب الدعاية الحزبية. أصبحت في هذا الوقت عضوًا في المجلس المركزي في الحزب، واستلمت مهامي كمنسق لمنطقة عاليه منذ أحد عشر شهر". وأشار إلى أنّ "لهذه الفترة مكانة خاصّة بالنسبة إليّ، لأنّنا عملنا في ظلّ الاحتلال السوري حين حُلّ حزب "القوّات"، وطُلب من مصلحة الطلّاب أن تلعب دورًا مميزًا، وهذا ما فعلته. وعليه، تظهر نقاوة العمل السياسي في تلك المرحلة".
وفي الختام، وجّه مكرزل رسالة إلى الطلّاب ودعاهم إلى "الإيمان بلبنان وعدم الكذب واللجوء إلى التنافس الإيجابي وبناء مجتمع إيجابي". وأنهى كلامه قائلًا "يحقّ لكلّ شخص التقدم في الحياة، لكن ليس على حساب قناعاته ورفاقه".