بسبب الوضع الصّحّي العصيب الذي نمرّ به وتعذّر توزيع مجلّة آفاق الشّباب، إليكم تقرير "يحشوشي: أندية لبنان تحتاج أقلّه خمس سنوات لاستعادة عافيتها"، من العدد ٨٩ من مجلّة آفاق الشّباب.
في ظلّ انتشار وباء كورونا الذي شلّ العالم على كلّ الأصعدة، لاسيّما الأنشطة الرّياضيّة التي عُلّقت نشاطاتها مغيّبةً حماس الجماهير، ومُطفأةً أضواء الملاعب على كافّة الأراضي اللّبنانيّة والعالميّة، ها نحن نسلّط الضوء على اللّعبة الأَحبّ على قلوب اللّبنانيّين، وهي كرة السّلة.
نادي الحكمة في مواجهة الأزمات
علّق جمهور نادي الحكمة آماله هذا الموسم على عودة أمجاد القلعة الخضراء، مع جهود رئيس النّادي إيلي يحشوشي. فكان لا بدّ لنا من حديثٍ معه حول تأثير جائحة كورونا على وضع نادي الحكمة. أشار يحشوشي إلى أنّ النّادي يواجه تحدّياتٍ عدّة، أبرزها على الصّعيد المادّي إثر تراكماتٍ ماليّة مكبّدة على النّادي حتّى قبل هيمنة كورونا، كما أكّد رئيس النّادي الأخضر أنّ الوضع سيّء، إذ إنّ المعاناة لا تقتصر فقط على نادي الحكمة، إنّما على الأوضاع الإقتصاديّة والإجتماعيّة والرّياضيّة في لبنان ودول العالم. واعتبر أنّ هذه المرحلة ستنعكس سلبًا على الرياضة في العالم كلّه، فلم يكن من المتوقّع سرعة انتشار هذا الفيروس، وخاصّةً في لبنان إثر مواجهته لأزماتٍ عديدة في الأيّام الأخيرة، كما أنّ التّجهيزات لمكافحة كورونا ضئيلة في العالم أجمع.
صرّح يحشوشي بأنّ الأندية في لبنان تحتاج أقلّه من أربع الى خمس سنوات لتستعيد عافيتها، ولن تكون العودة في نظامٍ محترف بشكلٍ مؤكّد. وبالتّالي، يُعتبر التّأثير سلبيًّا للغاية لأنّ الأندية الرّياضيّة في لبنان لا تحقّق أرباحًا ماليّة طائلة، إنّما تعتمد على مساعدات التّمويل وإعلاناتها؛ في النهاية، المموّل هو صاحب مصلحة. يحتاج هذا القطاع في ظلّ هذه الأوضاع إلى وقت طويلٍ لينهض سالمًا من الأزمات الرّاهنة، ولا علاقة لهذا الوضع بمشاكل نادي الحكمة؛ فالحالة معقّدة وما من نادٍ في لبنان مجهّزٌ لمواجهة الأزمات. وأضاف: "لا تترك الأندية اللّبنانيّة مبالغ ماديّة في خزينتها، ما يخوّلها الغرق أكثر فأكثر عندما تشتدّ الأزمات. وكباقي دول العالم على صعيد الرّياضة، يفترض على الأكثر تضرّرًا البدء من الصفر".
هل سيُعلّق موسما كرة السّلة وكرة القدم؟
أشار يحشوشي إلى أنّ جميع اللّاعبين والمتابعين بانتظار قرار الإتّحادات، واستنادًا إليها تُتَّخذ القرارات والتّدابير اللّازمة. أمّا إذا استُكملت البطولة، فستكون على الأكيد من دون لاعبين أجانب، لأنّ الأوضاع لا تسمح بتحويل الأموال إلى الخارج. علمًا ان نادي الحكمة كان عند توقف المباريات الرّسميّة يتصدر المركز الأول في دوري كرة القدم بدون أية خسارة، والمركز الثاني في كرة السلة .وكان لافتًا ان يستعيد بريقه كالسّابق، من خلال حضور جمهوره الكبير أو من خلال نتائجه. فلا ترتبط الأزمة في لبنان فقط بكورونا، بل تغمر الضّغوطات القطاع من كلّ الجهات، لذلك استبعد يحشوشي إستكمال البطولة، نظرًا إلى رداءة الوضع الإقتصادي والإجتماعي.
إعادة هيكلة البرامج الرّياضيّة وتنظيمها في لبنان
يرى يحشوشي أنّ وزارة الشّباب والرّياضة ينبغي أن تدعو إلى مؤتمر لإعادة هيكلة أنظمة وقوانين الرياضة في لبنان. لفت أيضًا إلى أنّ في ظلّ الحجر المنزلي، يحاول جميع اللّاعبين المحافظة على لياقتهم البدنيّة والبقاء بجهوزيّةٍ تامّة. وعلى الرّغم من أنّ اللّاعب ليس على أرض الملعب، إلّا أن عوامل نظامه الغذائي ونمط حياته ولاسيّما الضّغط النّفسي، تؤثّر على مهاراته ووحدة الفريق.
كما وجّه بعض التّوصيات إلى اللّاعبين وشدّد على الإنتباه لأنفسهم من فيروس كورونا، والبقاء قدر المستطاع على جهوزيّة، والانتباه لنظامهم الغذائيّ ونمط حياتهم. أمّا بالنّسبة إلى الجمهور، فلم يعدهم بشيء، إنّما تمنّى عليهم الحفاظ على سلامتهم، والبقاء بأمان والمحافظة على حياتهم. وشدّد أخيرًا على أهميّة ممارسة الرّياضة، حتّى ولو من المنزل، وكلّ ما تبقى هو ثانوي، وقال "خلّينا نعيش ومنشوف شو العمل".
كيف يقضي اللّاعب نديم سعيد وقته في الحجر المنزلي؟
أشار اللّاعب نديم سعيد في مقابلةٍ لمجلّة آفاق الشّباب، إلى أنّه لا يهدر وقته في المنزل سُدًى. بل يحاول الإستفادة منه، إذ يعتبر الحجر المنزلي فرصةً لتكثيف التّمارين الرّياضيّة. وبكلّ حماس، حدّثنا سعيد كيف ينظر إلى هذه الأزمة بإيجابيّة، ويستفيد منها من خلال تنظيم وقته ما بين العائلة والتّمارين الرّياضيّة ومهنة المحاماة، قائلًا "أتمرّن لأحافظ على لياقتي البدنيّة، وأركّز على نقاط ضعفي في كرة السّلّة ضمن ما هو متاح في هذه الظروف، بما أنّ كلّ النّوادي الرّياضيّة مقفلة. لذا أركّز على تمارين مثل الـ"Dribbling" واللّياقة البدنيّة من خلال الوسائل المتاحة في المنزل". كما أكّد على التزامه بنمطٍ غذائيٍّ سليم وصحيّ.
العقل السّليم في الجسم السّليم
دعا نديم سعيد جمهور النّادي الأخضر إلى ممارسة الرّياضة من المنزل وفق الإمكانات اللّازمة، لئلّا تشكّل هذه الظروف ضغطًا عليه، مشيرًا إلى أنّ العقل السّليم في الجسم السليم. وشدّد على دقّة الإلتزام بالوقاية الصّحيّة، مؤكّدًا أنّ ما نمرّ به ليس سوى مرحلة قصيرة وستمرّ، والأهمّ هو النّظر إليها بإيجابيّة. ووعد المتابعين أنّ في الموسم المقبل، سيكون مع فريقه على جهوزيّةٍ تامّة لرفع إسم نادي الحكمة عاليًا، فالجميع ينتظر بفارغ الصّبر أن يعودوا إلى أرض الملعب، ولا سيّما اللّاعبين الذين اشتاقوا إلى حماس الجمهور. وطلب من الجميع الإتّحاد لرفع إسم نادي الحكمة عاليًا.
في النّهاية ينبغي علينا جميعًا أن نلتزم الحجر المنزلي، عسى أن تمرّ هذه الغيمة السّوداء بأسرع وقت، لنعود إلى حياتنا اليوميّة الطّبيعيّة. كما يجب علينا الحفاظ على صحّتنا ولياقتنا البدنيّة، وألّا نتردّد في هذه الأيام عن ممارسة بعض التّمارين الممكنة، كالمشي والرّكض وركوب الدّرّاجة الهوائيّة بأبسط الوسائل التي تبقينا بصحّة جيّدة وتحيطنا بالطّاقة الإيجابيّة.