بسبب الوضع الصّحّي الأمني العصيب الذي فرضه فيروس كورونا، وتعذّر توزيع مجلّة آفاق الشّباب، إليكم مقابلة حصريّة مع عضو تكتّل الجمهوريّة القويّة النّائب إيدي أبي اللّمع من العدد ٨٨ من مجلّة آفاق الشّباب.
لماذا وصلنا إلى الوضع الذي وصلنا إليه اليوم؟
- المال السّائب يعلّم النّاس الحرام.
لماذا تراكمت الدّيون إلى أن ناهزت ال١٠٠ مليار؟
- على مدّة ثلاثين سنة، كان سقف الإنفاق أعلى بكثير من المداخيل؛
-لمّا كانت الدّولة تسجّل نسبة نموّ عالية، زادت مصاريفها الغير منتجة عوضًا عن تطوير البنى التّحتيّة.
- إستدانة الدّولة يجب أن يكون لتعزيز بناها التّحتيّة، ليس لتغطية مصاريفها. ولكنّ لبنان دائمًا يمشي "عكس السّير".
من يتحمّل مسؤوليّة تفشّي الكورونا بلبنان؟
- السّماح للطّائرة الإيرانيّة بالنّزول في مطار رفيق الحريري الدّولي كانت نقطة الإنطلاق الخاطئة في حماية الدّاخل اللّبناني؛
هل مسموح أن تحطّ الطّائرة الإيرانيّة في لبنان، علمًا أنّ الخطر كان معروف؟
- هناك إشكاليّة فرضت نفسها: المصابين اللّبنانيّين خارج الوطن، هم من مسؤوليّة الوطن. لذا يجب ألّا نتركهم في الخارج ونعتبر أنّ البلدان الحاضنة يجب أن "تسطفل بهم"؛
-كان من المفترض استقبال فقط وحصرًا المواطنين اللّبنانيّين، لأنّ الدّولة غير ملزمة بتحمّل مسؤوليّة من هم غير لبنانيّين.
هل يُنسب موضوع التّنقيب عن النّفط إلى جهة سياسيّة معيّنة؟
- النّفط موضوع نقاش على طاولات الحوار منذ عهد الرّئيس كميل شمعون. لكنّ لبنان حينها كان في "عين العاصفة"؛
- الحديث عن استخراج النّفط كان سيكلّف الوطن في تلك الحقبة "فاتورة غالية"، وهي زيادة الأطماع بالبلد بعهد الوصاية السّوريّة؛
- استخراج الثّروات الجوفيّة لا يمكن أن يتبنّاها أحد، لأنّهم ليسوا من صنّع النّفط ولا تبرّعوا به من جيوبهم؛
- أقلّ واجبات الوزراء أن يقوموا بالتّنقيب عن النفط أسوةً بالبلدان المتطوّرة وخدمةً للمواطن والوطن.
هل النّفط سيسدّ العجز والدّين ويرفع من المستوى المعيشي للمواطنين؟
- النّفط لم يُخلق لتغطية الإنفاق والمصاريف الأخرى؛
- يجب أن يُحتفظ بمدخول النّفط في صندوق سيادي يبقى بمعزل عن الحركة الماليّة العاديّة.
بحلقة صار الوقت اتّهموك أنّه لم يكن باستطاعتك أن تردّ، ما تعليقك؟
- أنا ممثّل عن الأمّة وأحترم ذاتي، وثقافة "بيّي أقوى من بيّك" ليس في قاموسي ولا مُدرجة على لائحة أخلاقنا في "القوّات"؛
- كانت معي لائحة واضحة بإنجازات الوزراء وكنت مستعدّ لعرضها أما الرّأي العام، لكنّني فضّلت في خضمّ الجوّ الذي كان سائد خلال الحلقة أن أبتعد عن أي جدل بيزنطي قد يطرأ، ويحوّر الحلقة إلى غير مسار.
هل صحيح أنّ الإنتخابات النّيابيّة المبكرة غير دستوريّة؟
- هذا أمر عارٍ عن الصّحّة، فالإنتخابات المبكرة تصدر عن المجلس النّيابي ولضرورات ملحّة، مثلًا عندما "تتفركش" الدّيمقراطيّة وتصل إلى حائط مسدود، فتكون الإنتخابات المبكرة الحلّ الوحيد للخروج من المأزق.
هل أنت مع الإنتخابات المبكرة؟
- هذا هو الحلّ الأنسب في حال تخطّت الحركة السّياسيّة إمكانيّات المعالجة، وغدى الإنقسام العامودي يطغى على إمكانيّة البحث في الحلول؛
- يجب أن يمونالتّمثيل النّيابي متناسق مع حجم المشكلة الرّاهنة، وإلّا قد نغرق أكثر فأكثر.
هل القوّات اللّبنانيّة اليوم موالية للثّورة أم للحكومة؟
- طلبنا حكومة مستقلّين وإختصاصيّين، فتفاجأنا بلا إختصاصيّين ولا مستقلّين؛
- نحن أمهلنا الحكومة فرصة دون أن نأيّدها أو نعطيها الثّقة، ولكنّ الفرصة ليست كبيرة بما فيه الكفاية، وهي تتحدّد بحسب أداء الحكومة وخطّتها الإنقاذيّة؛
- نحن لسنا بصدد تأييد ولا محاربة الحكومة، ولكن جلّ ما نريده هو ألّا يتحطّم الهيكل على رأس كلّ من في داخله؛
- التّغيير الجذري أصبح ملحًّا إذا أردنا أن ننتشل البلد من المستنقع الذي غرق فيه.